عباس: نتنياهو أجّل دعوة روسية للقاء في موسكو

أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم الجمعة، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو من أجّل دعوة للقاء في موسكو وإجراء محادثات مباشرة برعاية روسية حول عملية السلام وحل الدولتين.

وقال عباس، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده برفقة رئيس وزراء روسيا، ديميتري ميدفيدف، في مدينة أريحا، إنه مستعد للسلام مع إسرائيل، وتطبيق حل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، مضيفا: "لا بد أن تقوم إسرائيل بتطبيق الاتفاقات الموقعة معنا، وإن اعترافنا بدولة إسرائيل لا يمكن أن يكون مجانيا".

وأشار عباس إلى أنه أكد لرئيس الوزراء الروسي أنه يؤيد المؤتمر الدولي للسلام الذي يجري الترتيب لعقده مع نهاية العام الحالي، لافتا إلى أنه رحب بدعوة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لعقد لقاء ثلاثي في موسكو، إلا أن إسرائيل طلبت التأجيل.

وأعرب الرئيس الفلسطيني عن ثقته بـ"دور موسكو الفاعل والدائم في أي عملية سياسية في المنطقة"، موضحا أنه أطلع، خلال الاجتماع، ميدفيدف على مجمل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، "جراء استمرار الاحتلال لأرض دولة فلسطين، ومواصلة النشاطات الاستيطانية التي تقوّض جميع فرص السلام".

وإضافة إلى إطلاعه رئيس الوزراء الروسي على ممارسات الاحتلال المستمرة لتغيير طابع وهوية مدينة القدس المحتلة، جدد أبو مازن الدعوة إلى أن "تكون مدينة القدس مفتوحة لجميع أتباع الديانات السماوية الثلاث للعبادة فيها".

وأوضح عباس، خلال المؤتمر الصحافي بشأن استعداده للمفاوضات المباشرة مع نتنياهو، أنه، ومنذ زمن بعيد، وهو مستعد للحوار المباشر مع إسرائيل، والدليل على ذلك قبوله للدعوة الروسية للحوار المباشر، مشددا على أن "المهم على ماذا سيتم التفاوض"، مشيرا إلى أنه "يجب أن يفهم نتنياهو أنه ما لم يقبل بحل الدولتين لن يكون هناك سلام".

وبخصوص فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، قال عباس إن "عملية انتخابه شأن داخلي، وما يهمّ هو ماذا سيقول ترامب بعد وصوله إلى البيت الأبيض"، قبل أن يطالبه بأن "تقبل واشنطن وتعمل على تطبيق حل الدولتين".

من جهته، قال ميدفيدف إن بلاده تدعو دائما إلى "الإطلاق الفوري للحوار والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وهو ما تقوم به روسيا في إطار ما يسمى بالرباعية الدولية، والوسطاء الدوليين، وكذلك في إطار الاتصالات الثنائية بين روسيا وفلسطين، وروسيا وإسرائيل".

وأكد على المبادرة التي طرحها الرئيس الروسي أن تستضيف موسكو المفاوضات المباشرة بين الطرفين دون شروط مسبقة، وقال: "نحن نعتقد أن هذه فكرة جيدة. ستكون أكثر فائدة بلا شك من الفعاليات المتواجدة التي شاهدناها من قبل".

وأشار إلى أن "مبادرة بوتين لم تسحب، وهي ما تزال مطروحة على الطاولة، وبإمكان الطرفين استغلالها في أي وقت".

وتحدث رئيس الوزراء الروسي عن الدور الأميركي في الشرق الأوسط، وقال إنه على قناعة تامة بفعالية ونشاط هذا الدور، و"لكنه معدوم في الفترة الحالية"، موضحا: "في ما بتعلق بعملية السلام والمفاوضات فهي متوقفة في الوقت الحالي، وهناك عواقب وخيمة لتوقفها، كأن تعود الأمور إلى التصعيد والتوتر وتكاثر المشاكل".

يذكر أن زيارة رئيس وزراء روسيا للأراضي الفلسطينية جاءت لتأكيد العلاقات الروسية الفلسطينية، ودعم وتمويل العديد من المشاريع في المجالات المختلفة، بما فيها افتتاح شارع يحمل اسم الضيف في مدينة أريحا.