وخلال كلمته، اليوم الثلاثاء، في ذكرى احتجاجات خرجت في قم عام 1978، تنديداً بمقال أهان الخميني، ذكر المرشد الإيراني أن "المخطط الأخير في إيران ليس وليد الساعة، وتلك الجهات استغلت الأوضاع الاقتصادية"، مشيراً كذلك إلى ما وصفه بـ"الغضب الأميركي" منه شخصياً، ومن الشعب الإيراني، مؤكداً أن "طهران لا تخاف واشنطن، واستطاعت إخراجها من كل المنطقة".
وتوجّه خامنئي إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالقول إن "أفعاله واستعراضاته الجنونية لن تبقى دون رد، وإن الخسائر التي تعرضت لها إيران أخيراً، بسبب أميركا، لن تمر دون مقابل"، مضيفاً أن "على الكل في الداخل والخارج أن يعلموا أن هذا النظام قوي وصامد".
كذلك اعتبر أن "الشعب قال كلمته خلال الأحداث الأخيرة، إذ وقف بوجه أعداء البلاد، وهو ما سيستمر ويتكرر لاحقاً"، متوقعاً استمرار استهداف إيران، ولكن "سينتهي ذلك بالفشل". ورأى أن خروج الإيرانيين المؤيدين للنظام في أكثر من مدينة، وقف بوجه المخططات التي وصفها بـ"الشيطانية والمستمرة منذ أربعة عقود".
ودعا المرشد الأعلى الإيراني إلى "الفصل بين المطالب المعيشية الحقيقية والأعمال التخريبية"، معتبراً أن "الكل مسؤول أمام حقوق الشارع، ما يعني ضرورة تلبيتها"، مضيفاً أن "التجمعات الاعتراضية التي كانت تخرج أمام المؤسسات المالية، وحتى بعض البلديات ومجالس المدن، مشروعة ولا يجب الوقوف بوجهها، بل يجب الاستماع لشعاراتها"، مندداً بمن أحرقوا العلم الإيراني خلال المظاهرات.
من جهةٍ أخرى، وفي سياق الاحتجاجات، كشف النائب الإصلاحي في البرلمان الإيراني، محمود صادقي، أن عدد المعتقلين خلال الأحداث الأخيرة بلغ ثلاثة آلاف و700 شخص تقريباً، مضيفاً أنه "لا يمكن تحديد عدد الطلاب الجامعيين من بين هؤلاء بدقة، كون الاعتقالات وقعت على يد جهات عديدة، كقوات الأمن والاستخبارات".
وبحسب الموقع التابع لمجلس الشورى الإسلامي، أضاف صادقي أن "الأرقام المتاحة حالياً لعدد الطلاب الجامعيين المعتقلين إثر الاحتجاجات تراوح بين 40 و68 شخصاً، والأمر يعود لإطلاق سراح بعضهم في وقت سابق"، معلناً أنه "تم تجهيز لوائح بأسماء الأشخاص ممن لا يعرف بدقة هوية الجهة التي اعتقلتهم، وهي التي ستقدم لاحقاً لوزارة الاستخبارات والداخلية والتعليم لمتابعة الأمر".
من جهته، أكد رئيس جامعة طهران، محمود نيلي، أن عدد الطلاب الذين اعتقلوا من هذه الجامعة خلال الأحداث بلغ 41 شخصاً، أطلق سراح 16 منهم، مؤكداً أن لجنتي الأمن القومي والتعليم البرلمانيتين تتابعان هذا الملف.
وأكدت محكمة المحافظة المركزية في الخبر الذي نقلته مصادر غير رسمية، والمتعلق بوفاة أحد المعتقلين في سجن آراك في تلك المحافظة، وسط إيران، قبل أيام، نافية من ناحيتها أن يكون أحد معتقلي الاحتجاجات.
وذكرت المحكمة أن الشخص المذكور كان سجيناً بسبب تهمة بيع وشراء المخدرات، مؤكدة أنه أقدم على الانتحار شنقاً مستخدماً ملابسه داخل السجن، وأفادت أن التحقيقات ما زالت مستمرة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء وفاته.
من جهته كشف المدعي العام في طهران، عباس جعفري دولت أبادي، أنه تم إطلاق سراح 70 شخصاً ممن اعتقلوا إثر الاحتجاجات الأخيرة.
وعلّق دولت أبادي، من ناحيته، على وفاة سينا قنبري في سجن إيفين في طهران، وكانت مصادر برلمانية قد أكدت أنه أحد المعتقلين ممن شاركوا في الاحتجاجات، وقد انتحر هناك بحسب تقارير رسمية، فيما ذكرت مصادر ثانية أنه سجين بسبب المخدرات كذلك، وأشار دولت أبادي إلى أن فرقاً من التحقيق الجنائي توجهت إلى المكان عقب وقوع الحادثة، قائلاً إن التحقيقات ما زالت مستمرة.
وفي وقت سابق، كان نائبان إصلاحيان، وهما طيبه سياوشى ومحمود صادقي، قد أعلنا وفاة المعتقل سينا قنبري في سجن إيفين في طهران، مؤكدين أنه اعتقل إثر الاحتجاجات.
وقبل ذلك بأيام، أفادت مصادر غير رسمية بأن معتقلاً في آراك قد توفي هو الآخر، ونفت السلطات أن يكون مرتبطاً بالمظاهرات التي خرجت قبل فترة.