وجاء كلام الغنوشي، أمس الخميس في كلمة له أمام مجلس الشيوخ الإيطالي، مبيناً أن هذا المسار الذي اختارته النهضة باقتناع، هو "إعلان عن رفض توصيفنا بالإسلام السياسي"، ذلك لأنّ هذا التوصيف "يخلط بيننا، نحن -الديمقراطيين المسلمين- المؤمنين بالعمل المدني السلمي وبالحرّيات، وبحقّ المواطنين في اختيار من يحكمهم وبرفض الوصاية على ضمائر الناس، وبين مسلمين رافضين للديمقراطية وللحداثة، وبعضهم يتبنّى العنف أو يلجأ إليه".
وشدّد الغنوشي على أن حركته اختارت أن تكون "حزب الديمقراطيين المسلمين"، وهي بذلك اختارت الانتقال من "حركة شاملة إلى حزب سياسي متخصص للتأكيد على مدى نجاح وسلامة الانتقال الديمقراطي في تونس، الذي منح النهضة وسائر الأحزاب الأخرى فرصة ممارسة الديمقراطية والمراهنة عليها كأفضل نماذج الحكم".
وأضاف أن "حركته ساهمت من موقع ريادي وفاعل في بناء أسس الديمقراطية في تونس، وفي صياغة دستور الجمهورية الثانية، الذي وصف بأنه أكثر الدساتير تقدّمية. ولقد أفضى هذا التمشّي السليم إلى إنجاز انتخابات تشريعية ورئاسية سنة 2014، أثبتت مدى سلامة ومصداقية التجربة الديمقراطية التونسية وجدارتها بالاستمرار والنجاح".
وبين زعيم حركة "النهضة"، أن حركته "ترى أنه يمكن تأسيس الديمقراطية في منطقتنا على قيم الإسلام في الحرية والعدالة والتسامح وحق الاختلاف. وأن المعركة ضد الإرهاب تمر بالضرورة عبر معركة تأويل الإسلام وتحريره من نزعات العنف والتطرف".
وتطرق الغنوشي، أمام أعضاء من مجلس الشيوخ الإيطالي، إلى الوضع الإقليمي، معبراً عن تقديره لما يقوم به رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، داعياً مختلف الفرقاء هناك للتوافق.
ويزور الغنوشي إيطاليا، بدعوة من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الإيطالي، يلتقي خلالها كبار مسؤولي الدولة، كما سيجري مجموعة من اللقاءات الصحافية إلى جانب إلقاء محاضرة في مجلس الشيوخ الإيطالي، وزيارة إلى مقر السفارة التونسية في روما، حيث سيلتقي عددا من التونسيين المقيمين هناك.
وبحسب بيان لـ"النهضة"، فإن هذه الزيارة، التي تستمر 4 أيام، هي الأولى من نوعها إلى إيطاليا، تأتي في إطار الدبلوماسية الشعبية التي يقوم بها رئيس الحركة منذ مدة للتعريف بالتجربة التونسية، ودعم مجهود الدولة في إنجاح المؤتمر الدولي للاستثمار المزمع عقده بتونس نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال الغنوشي قبل مغادرته تونس، إنه استأذن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في تلبية بعض الدعوات الخارجية، ما اعتبره البعض محاولة للتقليل من الانزعاج الذي يسببه النشاط الدبلوماسي المكثف لزعيم "النهضة" داخل تونس وخارجها، إذ تبدو زياراته إلى العديد من الدول، منها الأوروبية، بمثابة زيارات دولة، بالإضافة إلى لقاءاته المتواصلة مع عدد من سفراء الدول الكبرى في تونس، وحضوره المتواصل لاحتفالات السفارات بأعيادها الوطنية.