وذكرت المنظمة أن مسلحين إيزيديين قاموا بعمليات اعتقال قسري تلاها إعدام لرجال ونساء وأطفال من ثمانية أسر من عشيرة "المتيوت"، كانت تهرب من المعارك التي كانت تدور بين القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" من جهة، وتنظيم "داعش" الإرهابي من جهة أخرى، مبينةً تورط الإيزيديين بإخفاء قسري لآخرين من قبيلتي "المتيوت" و"جحيش" أواخر عام 2017.
وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش" إنه "مع انحسار المعارك الميدانية ضد "داعش" في العراق، تحول التركيز الآن إلى منع الانتقام، ودعم سيادة القانون". كما أكدت أن "الفظائع التي ارتكبت في وقت سابق لا تمنح الحق للإيزيديين، بارتكاب انتهاكات ضد الجماعات الأخرى مهما كان ماضيها".
وأشار بيان المنظمة إلى فقدان 52 شخصاً عربياً في إحدى القرى القريبة من سنجار، وقد أكد السكان المحليون وجود عدد من المقابر الجماعية، التي تضم أفرادا من قبيلة "متيوت".
وأضاف "قدم أحد قادة المجتمع الإيزيدي لمنظمة هيومن رايتس ووتش، قائمة تضم أسماء خمسة مقاتلين إيزيديين، قيل إنهم من أعدموا تلك العائلات". كما أفاد شهود محليون بأن "22 رجلا و20 امرأة و10 أطفال فقدوا أثناء قيام "كتائب الإمام علي"، بنقل الأسر من المناطق المحررة إلى بلدة تلعفر".
إلى ذلك، لفت بيان "هيومن رايتس" إلى قيام الإيزيديين مطلع عام 2017 بتشكيل كتيبتين هما "لالش" و"أزيدخان" تابعتين لمليشيات "الحشد الشعبي"، ونقل عن شهود إيزيديين أن كتيبة "أزيدخان" هي المسؤولة عن قتل 52 مدنيا.
وأشار هؤلاء إلى قيام مقاتلين إيزيديين باحتجاز الضحايا في قرية مهجورة لمدة يومين قبل قتلهم، ونشر صور لأحذية نسائية ورجالية ومجوهرات وملابس نسائية وخصلات شعر تعود للضحايا، مؤكدين وجود هؤلاء في أربع مقابر جماعية بمنطقة القابوسية قرب سنجار.
كذلك، نقلت المنظمة عن أحد افراد مخابرات مليشيات "الحشد الشعبي"، أنه رأى عظام وجماجم ما لا يقل عن أربعة أطفال وخصلات شعر وأحذية نسائية وأساور قرب القبور.
في المقابل، أوضح البيان أن مستشارا قانونيا للمليشيات الإيزيدية قال لـ"هيومن رايتس ووتش" إن "أفراد قبيلة المتيوت كانوا يستحقون الموت"، ونقلت عن قائد عسكري إيزيدي قوله "إذا حاول أي من أفراد قبيلة المتيوت وجحيش العودة إلى سنجار سنقتلهم".
وقد حملت المنظمة الحكومة العراقية مسؤولية التحقيق في الجرائم التي ارتكبت بحق العشائر العربية في سنجار ومحاكمة المسؤولين عنها، معتبرة عمليات الإعدام غير الشرعية والتعذيب أثناء النزاع المسلح جرائم حرب.
وكان مسؤولون أمنيون وأعضاء في البرلمان العراقي، فضلاً عن مصادر محلية قد تحدثوا لـ"العربي الجديد"، عن جريمة مروعة ارتكبتها مليشيا "لالش" الإيزيدية التابعة لـ"الحشد الشعبي" في قرية عين الغزال التابعة لمدينة القيروان شمال غرب الموصل، تمثلت بقتل 52 مدنياً، بينهم أطفال ونساء، ثم حرقهم جميعاً.
وسبق لسياسيين وزعماء قبليين عراقيين أن أفادوا بقيام مليشيات إيزيدية بعملية قتل بحق المدنيين الفارين من المناطق المحررة في عدد من مناطق محافظة نينوى، مطالبين بوقف حد لهذه الجرائم.
يشار إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي كان قد سيطر على سنجار في أغسطس/آب 2014، ما تسبب بنزوح الآلاف من الإيزيديين إلى محافظات إقليم كردستان المجاورة، كما ارتكب التنظيم جرائم قتل واختطاف بحق السكان هناك.