وقال أحد المقربين من فروخ، لـ"العربي الجديد"، إن الشرطة وضعته، عقب الإفراج عنه، في أحد فنادق العاصمة البريطانية ليتعافى نفسياً من فترة احتجازه.
ولفت المصدر إلى أن فروخ سيغادر الفندق، مساء اليوم الجمعة، وبعد ذلك سيستقبله أصدقاؤه من الجالية العربية للترحيب بإطلاق سراحه.
وعقب اعتقاله، نشر موقع "ديلي ميل" البريطاني جزءاً من قصّة فروخ (21 عاماً)، العامل في أحد المطاعم. وأشار إلى أنّ عائلته لا تصدق تورّط ابنها بالتفجير، وتصرّ على براءته وعلى حبه لبريطانيا.
وغادرت العائلة دمشق من سورية التي مزّقتها الحرب في عام 2012، وانتقلت إلى مصر. بيد أنّ الابن يحيى فروخ ركب زورقاً إلى إيطاليا في عام 2013، بعد أن تراكمت خيبات أمله في الحياة في مصر. وانتقل بعد ذلك إلى مخيم كاليه الفرنسي، ومنه وصل على متن شاحنة إلى بريطانيا.
وفي حديث مع صحيفة "ذا صن"، قالت إحدى قريباته، التي تعيش في قرية ترهيجدن في جنوب هولندا، إنّ يحيى وصل مع صديقه إلى بريطانيا على متن شاحنة، وإنّه لم يكن يريد البقاء في مصر، كونه شعر أنّ لا مستقبل له هناك، مشيرة إلى أنّه جاء إلى هولندا لزيارتهم خلال فترة الأعياد وبعد وفاة والده.
أمّا عملية اعتقال فروخ، فنفذتها الشرطة السرية، التي تنكّرت بمظهر متسولين ينتظرون الحافلة، خارج متجر علاء الدين للدجاج المقلي، غرب لندن، حيث يعمل الشاب.
وفي حديث إلى "ميل أونلاين"، قال شقيق فروخ من مصر، إنّ يحيى بريء وإنّه شاب جيد، يعمل في مطعم لكسب لقمة العيش، وإنّه لا يمكن أن يؤذي أحداً. وتابع أنّ والده ربّاهم على الأخلاق العالية ويحيى لم يختلط أبداً مع الأشخاص السيئين أو المسلحين أو جماعة داعش.
كذلك قالت شقيقته صفاء، إنّ أخاها لن يضر ذبابة، وإنّ أخبار اعتقاله أدّت إلى نقل والدتها إلى المستشفى في القاهرة نتيجة أزمة قلبية.
وأطلقت الشرطة البريطانية سراح فروخ البالغ من العمر 21 عاماً مع شخص آخر اعتقلته في مدينة نيوبورت (48 عاماً). ولا تزال الشرطة تعتقل 4 أشخاص آخرين.
في السياق، وجهت الشرطة البريطانية تهمة محاولة القتل ضد أحمد حسن (18 عاماً)، لعلاقته بهجوم بارسونز غرين.
وسيمثل أحمد حسن أمام المحكمة بعد ظهر اليوم، وستوجه ضده تهمة أخرى تتعلق بالسلاح المتفجر. وكان أحمد حسن قد وصل إلى بريطانيا فاراً من سيطرة "داعش" في العراق ليحصل على حق اللجوء ببريطانيا. واستقبلته عائلة بريطانية وكان في رعايتها لكونه دون سن 18 حينها.
وكان حسن قد اعتقل في قاعة المغادرين في ميناء دوفر صباح السبت الماضي. ولا يزال ثلاثة أشخاص آخرون في عهدة الشرطة البريطانية أعمارهم 17 و25 و30 عاماً.
ووقع يوم الجمعة، انفجار في مترو أنفاق في محطة بارسونز غرين، غربي العاصمة لندن، فأسفر عن سقوط عشرات المصابين، في هجوم صنفته الشرطة بأنه "إرهابي".
وجاءت الحادثة بعد وقوع انفجار في قاعة احتفالات بمدينة مانشستر، شمالي بريطانيا، في مايو/أيار الماضي، ذهب ضحيته عشرات القتلى والجرحى.
وعقب ذلك أعلنت بريطانيا، في 29 أغسطس/آب 2014 رفع حالة التأهب في البلاد إلى ثاني أعلى مستوى، بسبب هجمات محتملة يجري التخطيط لها في سورية والعراق.
إحباط 6 هجمات إرهابية
في سياق متصل، أعلنت الشرطة البريطانية: "أحبطنا 6 هجمات إرهابية خلال الأشهر الماضية"، وقالت: "القنبلة التي عثرنا عليها الأسبوع الماضي في لندن كانت خطيرة للغاية"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن قائد للشرطة لم تذكر اسمه، بدون أن يعطي تفاصيل إضافية حول المخططات الإرهابية.