صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بأغلبية 146 دولة، لصالح قرار انتخاب فلسطين رئيسة لمجموعة الـ77 والصين، مقابل معارضة ثلاث دول، هي الولايات المتحدة وإسرائيل وأستراليا، فيما امتنعت 15 دولة عن التصويت.
وصرّح السفير الفلسطيني، رياض منصور، لـ"العربي الجديد"، بعد التصويت، أن الأمر "بمثابة انتصار لدولة فلسطين، وهو دليل على الإجماع والثقة التي تمنحها أغلب دول العالم لفلسطين ومقدرتها على إدارة ملفات مهمة. وستعمل دولة فلسطين على القضايا التي تهم التنمية والإنسانية كالفقر والمناخ والتعليم والبيئة وغيرها". وأكد كذلك أن اتخاذ المجموعة القرار قبل ذلك بالإجماع "دليل على ثقة دول العالم بفلسطين، وأنها مؤهلة لإدارة وقيادة هذه المجموعة المهمة".
وقال ممثل مصر، محمد إدريس، باسم مجموعة الـ77 والصين، الذي ترأست بلاده المجموعة في دورتها الحالية قبل التصويت "إن دولة فلسطين عضو كامل في مجموعة الـ77 والصين منذ عام 1976، ولكن عضويتها في الأمم المتحدة ومستوى التمثيل يختلفان باختلاف مؤسسات الأمم المتحدة. كما أن عضويتها في الجمعية العامة هي عضوية دولة مراقبة غير عضو".
ثم أشار إلى تقديم مشروع قرار في الجمعية بهذا الشأن، قائلًا إنه "وبما أن الحقوق والامتيازات التي تتمتع بها دولة فلسطين تتباين من وكالة أممية إلى أخرى، وذلك بناء على القواعد الإجرائية والنظم الداخلية التي تعتمدها كل وكالة بشكل منفصل، وبعد المشاورات مع أمانة الأمم المتحدة في هذا السياق، خلصنا إلى أننا بحاجة إلى قرار صادر عن الجمعية العامة لمنح دولة فلسطين الحقوق والصفة اللازمة التي تمكنها من الاضطلاع بوظائفها والممارسات الاعتيادية التي يخول بها رئيس المجموعة في الجمعية العامة والكيانات والوكالات الأخرى... بما يمكنها من ممارسة رئاستها بنجاعة".
وقال رئيس المجموعة إن "اعتماد المشروع ذي الطبيعة الفنية والإجرائية سيمكن رئيس المجموعة من الاضطلاع بمهامه إزاء المجموعة، وكذلك العضوية الأوسع في الأمم المتحدة أثناء عام 2019، مع عدم المساس بالحقوق والامتيازات القائمة".
وطلب مندوب الولايات المتحدة، جونثان كوهين، من الدول الأعضاء عدم التصويت لصالح القرار، وكرر أكثر من مرة جملة أن بلاده "لا تعترف بوجود دولة فلسطينية". وأشار إلى أنه "لا نستطيع أن ندعم جهود الفلسطينيين بتعزيز وضعهم خارج المفاوضات. نحن لا نقر بوجود دولة فلسطينية ونعارض رئاسة فلسطين للمجموعة"، مردفًا أنه "فقط الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يحق لها أن تتحدث باسم المجموعات الكبرى مثل مجموعة الـ77 والصين. وليس من المقبول لدولة بمركز مراقب أن تكون رئيسة لمجموعة كبيرة داخل منظومة الأمم المتحدة وتمثلها أمام الجمعية العامة. ولقد اعترضنا على دخول فلسطين وانضمامها إلى المعاهدات. وهذا لأننا، كما قلنا، لا نعترف ولا نقر بأن هناك دولة فلسطينية ولا نعتبر أننا في علاقة أو معاهدات مع دولة فلسطين".
ومن جهتها، اعترضت ممثلة دولة الاحتلال على مشروع القرار كذلك قبل التصويت، وقالت إن "مجموعة الـ77 والصين هي من الأطراف المهمة في عالم التنمية، ولذلك يجب علينا أن نكون حذرين من أن تقع تلك المجموعة فريسة وتستغل من قبل أي طرف، والقرار قد صيغ بما يوحي بذلك. وعلى الرغم من الادعاء بأن القرار ذو طبيعة فنية، فإنه صيغ من جانب الوفد الفلسطيني ويتجاوز الضرورة المتعلقة بوظائف رئيس المجموعة".
وتحدثت كل من ألمانيا وهولندا وبريطانيا، بعد التصويت، والتي أيدت القرار، "على أن هذا التأييد لا يعني الاعتراف بدولة فلسطين. ولكنه جاء من أجل إعطاء الجانب الفلسطيني الاضطلاع بمسؤوليته كرئيس المجموعة ولمدة سنة".