بات حلم المواطن الليبي المقيم في العاصمة طرابلس، التي يقطنها أكثر من مليون ونصف المليون نسمة، ساعات قليلة من الكهرباء وماء للشرب وثلث مرتبه نقداً وغالون بنزين لسيارته حتى ولو وقف لساعات في طوابير طويلة، رغم أن مستجدات الأوضاع المتتالية بسرعة على بعد بضعة كيلومترات جنوب العاصمة، تشير إلى تغيرات سياسية وعسكرية تتعلق بمصيره في بلاده.
أكثر من 100 ألف نازح شردتهم الحرب التي لم تتوقف منذ إبريل/ نيسان الماضي، ولا من معين ولا ملتفت لأوضاعهم المأساوية. وآخر آلامهم عدم تمكن بعض الأسر من تسجيل أبنائها لتقديم امتحانات نهاية العام الدراسي في مناطق النزوح، لكن أحوال من يقابلهم، وهم لا يزالون في مساكنهم في تلك الأحياء البعيدة نسبياً عن مواقع الاشتباكات، ليست بأفضل منهم. ويبرز تساؤل يدور بينهم حول "من يقف وراء تلك الأزمات".
مقابل تزايد الحديث عن أن تلك الأزمات "مفتعلة" ولا يوجد سبب مقنع وراء تزامن وقوعها مجتمعة في وقت واحد، تعالى صوت بعض المسؤولين المحليين في إحدى بلديات العاصمة ليقول صراحةً إنّ "أسباباً سياسية" وراء أزمة الكهرباء التي تعدّت ساعات انقطاعها عن أحياء العاصمة 20 ساعة يومياً.
قد يتفهم المتتبع للوضع أن انقطاع مياه الشرب المتوالي عن سكان العاصمة وراءه اللواء المتقاعد حفتر، الذي يتبع استراتيجيات حصار العاصمة، على اعتبار أن منابع مياه الشرب التي تصل عبر خطوط منظومة النهر الصناعي من أقصى الجنوب تقع تحت سيطرته، لكن كيف تُفهم أسباب أزمة الكهرباء والوقود ونقص السيولة وكل مراكزها في العاصمة.
مواقع التواصل الاجتماعي التي توفر حرية للتعبير حفلت بالعديد من الأصوات التي أكدت أن أهداف تلك الأزمات هي "خفض مطالب الشعب" وحصر تفكيرهم ومطالبهم في متطلبات الحياة اليومية لا أكثر، لكن أصواتاً أخرى أكثر رسمية تعالت لتتهم وزراء بالحكومة في طرابلس ومتنفذين في السلطة باتخاذ مواقف مريبة، وتطالب باستبدالهم. وحتى الدعم الحكومي المالي للنازحين غير المحدود تحوّل إلى ملف مثير للجدل، وسط اتهام موجه من بلديات للجنة الأزمة التي لم تظهر أمام وسائل الإعلام إلا مرات معدودة ولا يعرف حتى عدد أعضائها بـ"عدم المصداقية" والتهرب من المسؤولية مقابل تحول أزمة النازحين إلى كارثة حقيقية.
نشطاء كثر باتوا على يقين بأن الحرب على طرابلس لا تقف عن جبهات القتال في جنوب العاصمة، بل في داخلها ومن خلال متنفذين داخل مفاصل الدولة، فكثيراً ما دعا حفتر أنصاره من داخل طرابلس إلى الاستعداد لساعة اقتحام العاصمة وعدم الإعلان عن أنفسهم ومواصلة "كفاحهم".
يبدو أن استراتيجيات حرب حفتر تتجاوز محاور القتال إلى حرب أخرى ملخصها حصار المواطن من الداخل، فهل تتحوّل تلك الأزمات "المفتعلة" إلى دافع حقيقي لكشف جانب من حرب حفتر داخل طرابلس لا يقل خطورة عن جبهات القتال جنوب العاصمة.
مقابل تزايد الحديث عن أن تلك الأزمات "مفتعلة" ولا يوجد سبب مقنع وراء تزامن وقوعها مجتمعة في وقت واحد، تعالى صوت بعض المسؤولين المحليين في إحدى بلديات العاصمة ليقول صراحةً إنّ "أسباباً سياسية" وراء أزمة الكهرباء التي تعدّت ساعات انقطاعها عن أحياء العاصمة 20 ساعة يومياً.
قد يتفهم المتتبع للوضع أن انقطاع مياه الشرب المتوالي عن سكان العاصمة وراءه اللواء المتقاعد حفتر، الذي يتبع استراتيجيات حصار العاصمة، على اعتبار أن منابع مياه الشرب التي تصل عبر خطوط منظومة النهر الصناعي من أقصى الجنوب تقع تحت سيطرته، لكن كيف تُفهم أسباب أزمة الكهرباء والوقود ونقص السيولة وكل مراكزها في العاصمة.
مواقع التواصل الاجتماعي التي توفر حرية للتعبير حفلت بالعديد من الأصوات التي أكدت أن أهداف تلك الأزمات هي "خفض مطالب الشعب" وحصر تفكيرهم ومطالبهم في متطلبات الحياة اليومية لا أكثر، لكن أصواتاً أخرى أكثر رسمية تعالت لتتهم وزراء بالحكومة في طرابلس ومتنفذين في السلطة باتخاذ مواقف مريبة، وتطالب باستبدالهم. وحتى الدعم الحكومي المالي للنازحين غير المحدود تحوّل إلى ملف مثير للجدل، وسط اتهام موجه من بلديات للجنة الأزمة التي لم تظهر أمام وسائل الإعلام إلا مرات معدودة ولا يعرف حتى عدد أعضائها بـ"عدم المصداقية" والتهرب من المسؤولية مقابل تحول أزمة النازحين إلى كارثة حقيقية.
نشطاء كثر باتوا على يقين بأن الحرب على طرابلس لا تقف عن جبهات القتال في جنوب العاصمة، بل في داخلها ومن خلال متنفذين داخل مفاصل الدولة، فكثيراً ما دعا حفتر أنصاره من داخل طرابلس إلى الاستعداد لساعة اقتحام العاصمة وعدم الإعلان عن أنفسهم ومواصلة "كفاحهم".
يبدو أن استراتيجيات حرب حفتر تتجاوز محاور القتال إلى حرب أخرى ملخصها حصار المواطن من الداخل، فهل تتحوّل تلك الأزمات "المفتعلة" إلى دافع حقيقي لكشف جانب من حرب حفتر داخل طرابلس لا يقل خطورة عن جبهات القتال جنوب العاصمة.