وحذّر مجلس قادة الشرطة الوطنية البريطانية من أنّ الوباء "يمكن أن يخرج أسوأ ما في الإنسانية"، في إشارة إلى سرقة قوارير الأوكسجين من مستشفى في مدينة مانشستر. وقد ألقت الشرطة في بريطانيا والنمسا والولايات المتحدة القبض على أشخاص سعلوا أو بصقوا على آخرين، زاعمين أنهم مصابون بالفيروس.
في تونس، رفض الأهالي في بعض المدن استقبال آخرين بزعم أنهم مصابون بكورونا، كما رفضوا دفن موتى أصلهم من المدن نفسها. وبينما العالم منهمك في الأزمة، يقصف اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر مستشفيات في طرابلس ويقتل أبرياء، فيما يكتفي أولئك الذين أشعلوا النار ونفخوا في الجنرال الحالم بعرش البلاد ببيان بائس، تذكروا فيه فجأة أنّ رمضان هو شهر للهدنة. فقد دعا بيان مشترك صادر عن ممثل السياسة العليا للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، ووزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، إلى هدنة إنسانية في ليبيا مع بداية شهر رمضان المبارك.
وجاء في بيان المسؤولين الأوروبيين أنه "في بداية شهر رمضان المبارك، نريد ضم أصواتنا إلى أصوات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وممثلته الخاصة بالإنابة في ليبيا، ستيفاني توركو ويليامز، في دعوتهما إلى هدنة إنسانية في ليبيا". وأضاف البيان أنّ تطورات الصراع في هذا البلد، خلال الأسابيع الماضية "زادت من المخاوف، لا سيما بشأن وضع السكان الذين يعانون منذ فترة طويلة". فجأةً تذكروا أنّ السكان يعانون منذ فترة طويلة، وأنّ هناك حرباً أشعلها نهمهم في خيرات ليبيا. وكيف يمكن أصلاً لهذه البلدان أن تتوحد على معضلة كليبيا، بينما كشفت أزمة كورونا أنها عاجزة عن التضامن فيما بينها في محنة إيطاليا؟
لقد كشفت كورونا عن كثير من الخير في البشر، ولكنها عرّت أيضاً أسوأ ما فيهم.