بدأت مرحلة جديدة في العمليات العسكرية لقوات التحالف العربي في اليمن، من خلال استخدام الأراضي اليمنية لإدارة المعارك في مختلف مناطق البلاد، عبر نقطتي ارتكاز لإدارة العمليات العسكرية، الأولى من مأرب، والثانية في لحج.
ففي مأرب، اعتمدت قيادة الجيش الموالي للشرعية، والتحالف، على قاعدة صافر، كمنطلق لعمليات قوات الشرعية المدعومة بالتحالف ضد مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في مناطق شرق اليمن، وصولاً إلى صنعاء. فيما تُعدّ قاعدة العند العسكرية والجوية في لحج، منطلقاً للعمليات العسكرية غرب ووسط اليمن. وبدأت طائرات التحالف تعتمد على قاعدة العند للانطلاق منها، لتنفيذ عملياتها داخل اليمن، بدلاً من قواعد سعودية، وبدأت بطلعات من هذه القاعدة، يوم الأربعاء، لتضرب مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع في تعز والبيضاء وصنعاء وإب.
ويقول مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إن "استخدام قاعدة العند لانطلاق المقاتلات بمختلف أنواعها، لاستهداف المليشيات، يُمثّل انتصاراً عسكرياً إضافياً للجيش الوطني والتحالف، لما لهذه الخطوة من تأثير على سير العمليات العسكرية ضد المليشيات". ويشير المصدر إلى أن "قاعدة العند قريبة جداً من مسرح العمليات، وهو ما يُسهّل من عمليات الطلعات، والإسناد السريع، فخلال دقائق تكون المقاتلات تشارك في أي معركة في اليمن، بما فيها معركة تحرير تعز، والتي تبعد عن قاعدة العند ما يقارب السبعين إلى ثمانين كيلومتراً".
وتُعدّ قاعدة العند المفتاح الأول لتحرير تعز، فقد تحوّلت إلى منطقة إسناد لعمليات "المقاومة" والجيش الموالي للشرعية المتواجدين داخل تعز، وتشير مصادر إلى أن "خطة انطلاق عمليات تحرير تعز باتت في خواتيمها، ومن ضمنها كان تشغيل قاعدة العند ووصول الطائرات إليها بعد تأمينها وتجهيزها".
اقرأ أيضاً: غرفة عمليات مشتركة في تعز وغارات التحالف تستهدف الحوثيين
وتلفت مصادر في "المقاومة" في تعز، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "طائرات التحالف بما فيها المروحية لا تفارق سماء تعز وتقوم بعمليات إنزال متواصلة". وشكّلت طائرات التحالف فارقاً في سير العمليات العسكرية في تعز، من خلال دعم تقدّم "المقاومة" في عدة جبهات، مقابل جعل تحركات الدبابات والآليات العسكرية التابعة للحوثيين وصالح شبه مقيّدة، بسبب التواجد المستمر لطائرات التحالف، وتمكّنها من اصطياد العشرات من هذه الآليات، سواء أثناء محاولاتها القصف، أو أثناء تحركها وانتقالها من مكان إلى آخر.
وبدأت قوات التحالف في تدريب يمنيين على التعامل مع الطائرات، ويقود عدد من الطيارين اليمنيين طائرات تقوم بشن غارات على مواقع المليشيات، لا سيما في تعز. وتشغل معركة تعز حيّزاً كبيراً من اهتمام المواطن اليمني ووسائل الإعلام والناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، لما تعانيه المنطقة بسبب الهجمات العنيفة والحصار الشديد من قِبل مليشيات الحوثيين وصالح. فالمنطقة تتعرض لقصف وحصار منذ ما يقارب السبعة أشهر، وسط تكهنات بدأت تظهر حول جدية الحكومة اليمنية في تحرير تعز، في ظل الحديث عن فشل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ونائبه رئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح بإنقاذ أكثر من ثلاثة ملايين يمني وفك الحصار الذي تفرضه المليشيات على محافظة تعز.
ومن شأن نقل غرفة العمليات إلى داخل الأراضي اليمنية أن يخفف من الضغوط على قيادة الشرعية، سواء السياسية أو العسكرية، لا سيما أن معاناة تعز تمثّل إحراجاً لقوات الشرعية وقياداتها العسكرية والسياسية فضلاً عن قوات التحالف.
اقرأ أيضاً: اليمن:الحكومة حريصة على إنهاء الحرب والسعودية تتوقّع نهاية قريبة