قالت وكالة "إنترفاكس" الروسية إن شركات الطيران، التي تسيّر رحلات جوية فوق البحر الأبيض المتوسط، أبلغت باحتمال تغيير قواعد التحليق هناك بسبب احتمال توجيه ضربات صاروخية إلى النظام السوري على خلفية الهجوم الكيميائي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية للعاصمة دمشق السبت الماضي.
ونقلت الوكالة عن مصدر وصفته بـ"المطلع" أن "مركز إدارة العمليات في بروكسل أبلغ الشركات باحتمال وجود ضرورة للمراجعة الإضافية لمسارات الطائرات والممرات الجوية في منطقة البحر الأبيض المتوسط"، وذلك وسط توقعات بتوجيه ضربات إلى النظام السوري بسبب الهجوم بالسلاح الكيميائي على دوما.
وذكر مصدر "إنترفاكس" أنه "يحتمل أن يجري خلال الساعات الـ72 المقبلة توجيه ضربات صاروخية إلى أهداف في سورية".
ويتصاعد الغضب الدولي إزاء ارتكاب النظام السوري مجزرة بالأسلحة الكيميائية في دوما، والتي أسفرت عن وفاة عشرات وإصابة أكثر من ألف مدني.
ويبدو أنّ هناك إجماعاً من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وتركيا، وغيرها من الدول، على معاقبة نظام الأسد، في ظل الاستخدام المتكرر للسلاح المحظور دولياً.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في عدد من التصريحات والتغريدات، في الساعات الماضية، حتمية الرد العسكري الأميركي على مجزرة دوما، وأنه بصدد اتخاذ القرار خلال ساعات.
وتعهّد ترامب برد قوي الإثنين، قائلاً إن "القرار سيُتخذ سريعا".
وقال مسؤول عسكري أميركي، الثلاثاء، إن وزارة الدفاع (البنتاغون) قدمت سلسلة خيارات للرئيس ترامب للرد على هجوم دوما الكيميائي.
وأوضح المتحدث باسم البنتاغون، العقيد باتريك ريدر، أن رئيس الأركان العامة، الجنرال جوزيف دانفورد، قدم عدة خيارات لترامب بشأن الرد، لكنه رفض الخوض في مزيد من التفاصيل.
وفي رد على سؤال حول كيفية تقييم الجيش الأميركي للهجوم الكيميائي المذكور، وهل يقتضي ردًا عسكريًا أم لا، قال ريدر: "الصور التي شاهدناها على شاشات التلفاز مفزعة، وبالتأكيد نجري تقييم خيار الرد العسكري".
وتابع: "إذا كنا سنرد بشكل ما، فلن أتحدث عن أي خيار سنلجأ إليه في ردنا. فمهمتنا تقديم الخيارات للرئيس (ترامب) فقط. وفي ضوء هذه الحادثة المفزعة، ننظر للخيارات العسكرية المحتملة، وهذا نقدمه للرئيس".
إلى ذلك، نقلت "رويترز" عن مسؤولين أميركيين، مساء الإثنين، أن "الولايات المتحدة تدرس رداً عسكرياً جماعياً، بينما أدرج خبراء عدة منشآت رئيسية كأهداف محتملة".
وفي السياق، رجّح خبراء أن يكون كل من فرنسا وربما بريطانيا وحلفاء في الشرق الأوسط شركاء محتملين في أي عملية عسكرية أميركية، والتي ستستهدف منع أي استخدام للأسلحة الكيميائية مستقبلاً بالحرب في سورية.
وتوقع الخبراء أن تركز الضربات الانتقامية، إذا وقعت، على منشآت مرتبطة بما ورد في تقارير سابقة عن هجمات بالأسلحة الكيميائية في سورية. وأشاروا إلى ضربات محتملة لقواعد تشمل قاعدة الضمير الجوية التي توجد بها الطائرات المروحية السورية من طراز مي-8 والتي ربطتها وسائل التواصل الاجتماعي بالضربة في دوما.
ومع تعالي حدة الخطاب الأميركي، تجاه النظام السوري، استنفرت قواته، وتم تغيير مواقع بعض الأسلحة الثقيلة والتمويه على أخرى، خوفاً من ضربة أميركية على تلك المواقع.
وقبل عام، أطلقت مدمرتان أميركيتان من شرق البحر المتوسط أكثر من 50 صاروخاً على مطار الشعيرات، شمال شرقي حمص، رداً على هجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون بريف إدلب.
(روسيا اليوم، العربي الجديد)