وقال النائب عن تحالف القوى العراقية، محمد الكربولي، لـ"العربي الجديد"، إنّه "لا يمكن تشكيل قائمة انتخابية مشتركة بكل المشتركات في العراق، بين المكونات السنية والشيعية والكردية"، مبيناً أنّه "لا يزال غالبية المواطنين يغلّبون الانتماءات الطائفية أكثر من أي انتماء آخر".
وأضاف الكربولي أنّ "الوضع السياسي العراقي في الانتخابات يختلف عن الوضع الحالي، إذ إنّ الجميع اليوم يتكلّمون بالدولة المدنية والديمقراطية والوطنية وما إلى ذلك، لكن إن حق الحق ووصلنا إلى الانتخابات لربما يتغيّر الخطاب السياسي وحتى رأي الشارع، من خلال الخطابات الطائفية".
وأشار إلى أنّنا "ككتل سنيّة قريبون من الحوارات السياسية والانتخابية التي تجري بين الكتل، ولدينا تقارب بالتوجه العام وبالرؤى المستقبلية مع العديد من الكتل السياسية"، مؤكداً "إذا لم يكن هناك برنامج سياسي يضمن حقوق الجميع كمواطنين سنة وشيعة وكرد وغيرهم من المكونات العراقية، لا يمكن لنا أن نقول بإمكانية تشكيل قائمة وطنية أو عابرة للطائفية".
وتابع أنّ "الأهم من ذلك أنّ القائمة العابرة للطائفية يجب أن تكون بالعمل وليس بالكلام فقط والشعارات".
وتجري الكتل السياسية العراقية حوارات مستمرّة تمهيداً لتشكيل تحالفات انتخابية لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، في وقت تسعى فيه كتل كبيرة من التحالف الوطني الحاكم، إلى الخروج من قائمة التحالف وتشكيل تحالفات جديدة.
من جهته، أكد القيادي في التيّار المدني جمال الشمّري، أنّ "عدم القدرة على تجاوز الطائفية المقيتة وتشكيل كتلة عابرة للطائفية هو نتاج للثقافة الطائفية التي رسّخها رئيس الحكومة السابقة نوري المالكي لدى الشعب خلال حكمه".
وقال الشمري، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "المالكي عمل طيلة فترة حكمه على زرع الثقافة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي لتحقيق مكاسبه الشخصية، وإنّ الشعب اليوم وإن استطاع تجاوز الكثير من هذه المرحلة المقيتة، لكنّه لم يتخلّص بعد من الثقافة الطائفية بشكل كاف، الأمر الذي يصعب من إمكانية تشكيل كتلة عابرة للطائفية".
وأكّد أنّ "البلاد تحتاج لسنوات طويلة للتخلّص من تركة المالكي الثقيلة، وتعبر الطائفية وتمهّد لدولة مدنية".
يشار إلى أنّ غالبية الأحزاب السياسية العراقية بنيت على أساس طائفي وقومي، وهي تعمل على تعميق أفكارها بين مكونات الشعب، الأمر الذي تسبب بإيجاد هوّة كبيرة بين تلك المكونات.