ووسط هتافات سياسية ودينية داعية إلى "الموت لأميركا" وتحيي "شهداء الحزب"، وصل جثمان بدر الدين وحُمل على الأكفّ بحضور أعضاء كتلة الوفاء للمقاومة (الكتلة النيابية والوزارية لحزب الله) وقيادات حزبية، وكان لافتاً غياب أي حضور رسمي عن التشييع.
وألقى نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، كلمة خلال التشييع، أكد خلالها على أنه "خلال ساعات، أقصاها صبيحة غد (السبت)، سنعلن بالتفصيل ما هو سبب الانفجار ومن هي الجهة المسؤولة، وسنبني على الأمر مقتضاه"، مشيراً إلى أن تحقيقات الحزب توصّلت إلى خطوات واضحة "تؤشّر إلى الجهة وإلى الأسلوب، لكننا نحتاج إلى بعض التفاصيل لنتيقّن من الأمر".
ولفت قاسم إلى أنّ "الانفجار الذي استشهد به القائد الجهادي الكبير مصطفى بدر الدين حصل قرب مطار دمشق وفي مركز من مراكز حزب الله، وكان كبيراً، وقد دأب إخواننا على التحقيق بطبيعة الانفجار ومن سببه". وشدد قاسم على "وجود احتمالات كبيرة جدا، لن نستبق التحقيق، ولن نعلن أي موقف بناءً على رؤية سياسية أو رغبة في تظهير بعض الأعداء مقابل البعض الآخر".
وقال إنّ "إسرائيل والتكفيريين تلقوا ضربات موجعة من الشهيد بدر الدين، وبالنسبة لنا عدوّنا واحد وهو إسرائيل ومن معها". وأعاد التشديد على أنّ حزبه سيكون حاضراً "في المكان والزمان والأسلوب بما يحمي مشروع المقاومة حتى النصر".
وبانتظار إعلان النتائج الواضحة لعملية اغتيال بدر الدين، يجدر التذكير بأنّ بدر الدين هو المسؤول العسكري الأول في حزب الله، ويدير العمليات العسكرية للحزب في سورية منذ أعوام، وكان قد تسلّم منصبه في القيادة العسكرية بعد اغتيال مغنية عام 2008. كما أنّ بدر الدين متّهم من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في فبراير/ شباط 2005، هو ومجموعة من عناصر حزب الله.