قال المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، اليوم الخميس، إن النظام السوري وافق على إدخال المساعدات إلى جميع المناطق الـ19 التي طلبت الأمم المتحدة الوصول إليها، لكنه لفت إلى أن بعض هذه المناطق بدأت تتعرض بالتزامن لحملة قصف عقابية من جانب قوات النظام.
وأوضح دي ميستورا، خلال مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر اليوم في جنيف، أن "موافقة النظام على إدخال المساعدات لتلك المناطق غير كافية، لأن هناك إجراءات عديدة تتبع ذلك بغية التحقق من عدم إيقاف المساعدات على الحواجز أو انتزاع بعض حمولتها".
وأشار المبعوث الدولي إلى سورية إلى أنه "من المفترض أن تصل المساعدات عبر المنافذ البرية هذا الشهر، وإذا لم يحصل ذلك، فستكون هناك إجراءات أخرى"، لكنه نفى أن يتم الاحتكام للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز لمجلس الأمن استخدام القوة لتنفيذ قراراته.
إلى ذلك، أكد دي ميستورا أنه بالتزامن مع موافقة نظام دمشق على إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، يستمر القصف على مدينة داريا في ريف دمشق بشكل خاص، التي تتعرض منذ صباح اليوم لقصف عنيف أدى إلى إحراق المسجد الرئيسي فيها.
كما تحدث عن استهداف قوات النظام السوري للمستشفيات في حلب، وخاصة مشافي الأطفال، وقال إن "هذا الأمر يجب أن يكون موضع بحث من جانب المجموعة الدولية".
وحول إمكانية القيام بإسقاط المساعدات جوا في حال لم تنجح عملية إيصالها برا كما حصل في مرات سابقة، قال دي ميستورا إن "الأمم المتحدة طلبت في 5 يونيو/حزيران الجاري الموافقة على إقامة جسر جوي إذا لم تصل المساعدات برا، وبرنامج الغذاء العالمي لديه خطة للإسقاط الجوي لكن ذلك يحتاج إلى موافقة السلطات السورية وإشراف أممي"، حسب تعبيره، معربا عن أمله بأن يتم الإسقاط الجوي في حلب وداريا، كما حصل في دير الزور.
وحول إمكانية أن تتم عملية الإسقاط بدون موافقة النظام، استبعد دي ميستورا ذلك مضيفا: "النظام السوري يسيطر على أجواء البلاد، ومسؤولية حماية الطائرات تقع على عاتقه".
وحول مفاوضات جنيف المتوقفة، قال دي ميستورا إن "الظروف حاليا غير مواتية لاستئنافها، لكن ثمة جهود تبذل لتحسين فرص انعقادها"، مشيرا إلى أنه تجري حاليا محادثات فنية غير مباشرة بين النظام والمعارضة، وهي لا تنظم في جنيف، بل في المناطق التي تتواجد فيها الأطراف المعنية، مثل دمشق والرياض والقاهرة وإسطنبول.
وأكد أن الهدف هو العودة إلى مفاوضات جنيف في الرابع من أغسطس/آب المقبل، معرباً عن أمله بأن يكون هذا التاريخ موعدا لبدء عملية التحول الديمقراطي في سورية.
في سياق متصل، قال دي ميستورا إنه تم نزع الألغام ضمن مساحة 26 كلم مربع في محيط مدينة تدمر، ويمكن للسكان العودة إليها.