وأكد مصدر في شرطة البصرة أن عشرات المتظاهرين قاموا، في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس، بقطع الطريق المؤدي إلى منفذ الشلامجة الحدودي (شرق البصرة) الذي يربط العراق وإيران، مبينا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المحتجين تجمّعوا وسط الطريق ووضعوا إطارات السيارات المحروقة وبعض الحواجز، ورفضوا السماح للسيارات والشاحنات بالمرور.
وأشار المصدر إلى أن المتظاهرين رفضوا المغادرة قبل أن تلبّى جميع مطالبهم، ملوحين بتحويل الاحتجاج إلى اعتصام، لافتا إلى ترديد شعارات منددة بالقوة الأمنية التي أطلقت النار على المتظاهرين، وطالبوا بتوفير الخدمات والتعيينات، متسائلين عن فائدة وجود الموانئ والمنافذ الحدودية إذا كانت لا تعود بفائدة على البصرة.
وأضاف المتحدث ذاته أن "متظاهرين قاموا، في وقت مبكر من صباح اليوم، بقطع عدد من الطرق المؤدية إلى آبار النفط، وإغلاق بوابة حقل الرميلة النفطية"، مؤكدا أن عدد المتظاهرين ازداد بشكل ملحوظ، وأن الاحتجاجات امتدت لتشمل مناطق جديدة في البصرة.
وقال أحد منظمي التظاهرة ويدعى عماد كاصد، إن الغرض من التظاهرة هو منع السفر ودخول وخروج السلع والبضائع عبر منفذ الشلامجة من أجل إيصال رسالة للحكومة العراقية، مفادها أن "الجماهير الغاضبة قادرة على فعل أي شيء"، مبينا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المحتجين طالبوا بتوفير فرص العمل للسكان المحليين في شركات النفط، وطرد العمال الأجانب، وتحسين خدمات الكهرباء.
وأشار إلى أن أعداد المتظاهرين في تزايد مستمر، مؤكدا أن "التظاهرات تحظى بتأييد شعبي وعشائري غير مسبوق".
إلى ذلك، أكد مدير شرطة نفط الجنوب، العميد علي حسن هليل، وجود مساع من أجل إقناع المتظاهرين بالسماح للموظفين ومنتسبي الشركات النفطية بالدخول إلى حقل الرميلة بعد قيام محتجين بإغلاق إحدى البوابات المؤدية إلى الحقل صباح اليوم، مبينا، في تصريح صحافي، أنه يشرف على عملية التفاوض مع المتظاهرين من أجل إدخال المتظاهرين.
وتشهد محافظة البصرة، منذ صباح الإثنين الماضي، توتراً أمنياً ملحوظاً، على خلفية مقتل وإصابة متظاهرين على أيدي عناصر أمن، الأحد الماضي، خلال احتجاجات شهدتها البصرة إثر انقطاع الكهرباء والماء وارتفاع معدلات البطالة في المحافظة المطلة على الخليج العربي.
وقال شيخ قبيلة بني مالك، ضرغام صباح المالكي، في وقت سابق، إن "العراق لم يعد دولة بالمعنى الحقيقي، بل تحول إلى مجموعة من المافيات والأحزاب التي تتحكم بثرواته وتبيع سيادته بأبخس الأثمان"، منتقدا قيام القوات العراقية بإطلاق النار على المتظاهرين الذين خرجوا للمطالبة بالخدمات.