طالب المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، اليوم الأحد، مصر والسودان، إلى جانب دول الجوار، بالمساهمة في استعادة الاستقرار في ليبيا، و"إقرار سلطة الدولة، وإنهاء حالة الانقسام، بالإضافة إلى بناء جيش موحد".
واعتبر كوبلر هذه الخطوات "مهمة وأساسية" لتبديد المخاوف المصرية والسودانية في ما يتعلق بإمكانية "انتقال الإرهاب" من طرابلس إلى القاهرة، والحد من تهديد الحركات السودانية الدارفورية للحكومة في الخرطوم، بسبب انتشارها في مواقع بليبيا.
وعقد المبعوث الأممي إلى ليبيا اجتماعات مع مسؤولين حكوميين سودانيين فور وصوله الخرطوم اليوم، بينهم وزير الخارجية، إبراهيم غندور، بحث خلالها الوضع في ليبيا.
وعبّر السودان للمبعوث الأممي عن مخاوفه بشأن قتال المتمردين إلى جانب قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، وما يشكله من تهديد للأمن القومي، فيما أبدى كوبلر تفهمه لانشغالات الخرطوم.
وقال كوبلر، في تصريحات صحافية عقب لقائه وزير الخارجية السوداني، إن "القانون الدولي يمنع أن تنطلق الحركات من خارج البلاد"، ورأى أن "المخاوف السودانية يشترك معها انشغال مصري من انتقال الإرهاب من ليبيا إليها"، مؤكداً أن "الحل يكمن في العمل لاستعادة الأمن وسلطة الدولة وإنهاء الانقسام وبناء جيش ليبي موحد".
وشدد المبعوث الأممي: "الجميع لديهم مصلحة لدفع العملية السياسية في ليبيا، لأن توقفها سيدفع الأطراف العسكرية للعمل واستغلال الفراغ السياسي"، مبرزاً أنه أطلع وزير الخارجية السوداني على التطورات في ليبيا، وناقش معه المخاوف السودانية.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن "اللقاء ناقش العلاقة بين الحكومة في الخرطوم وحكومة الوفاق الوطني، والمجلس الرئاسي في طرابلس، فضلاً عن قضايا الأمن على الحدود بين البلدين، وفي المثلث بين ليبيا والسودان وتشاد"، موضحاً: "من خلال النقاش لمسنا تناغما بين الموقف السوداني ومواقف المجتمع الدولي بشأن حل الأزمة الليبية، والمتمثل في إقرار الاتفاق السياسي، والتأكيد على وحدة ليبيا، وإيجاد مؤسسات عسكرية موحدة".
وحث كوبلر دول الجوار الليبي على العمل، خلال اجتماعهم المزمع في الثامن من مايو/ أيار المقبل في الجزائر، على استغلال علاقاتهم بالأطراف الليبية لـ"تحقيق الاستقرار، واستعادة وحدة ليبيا بصورة فورية".
إلى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية، غريب الله خضر، إن المبعوث الأممي سيلتقى بعدد من المسؤولين، بينهم وزير الدولة بالدفاع ورئيس هيئة أركان الجيش السوداني، فضلا عن مدير الأمن.
وأشار خضر إلى أن وزير الخارجية أثار مع كوبلر نقطتين تتصلان بـ"الهدف الاستراتيجي" للسودان لتحقيق وحدة ليبيا، وإيجاد حكومة ومؤسسات قوية، تستطيع السيطرة على الأوضاع، فضلاً عن مطالبته بألا تسمح الأطراف داخل ليبيا بتقديم الدعم للحركات الدارفورية الموجودة هناك أو أن تحظى بالدعم والإيواء.