في المقابل، تتعاطى الدول المتدخلة في الشأن السوري مع وكلائها ضمن الهيئات السياسية السورية المعارضة كأدوات، مهمتهم وضع تلك الدول بصورة ما يجري داخل تلك الهيئات، واتخاذ مواقف يتم إملاؤها عليهم منها، ويتم الاستغناء عنهم أو استبدالهم بأدوات أخرى، حين انتهاء مهمتهم أو عندما تتغير الظروف السياسية باتجاه يقتضي التخلص منهم. إلا أن المعارضين الوكلاء ينفذون مهامهم تحت اسم "المصلحة الوطنية" بالتوازي مع كيل المدائح وتعظيم شأن الدول التي يتبعون لها. لكن حين انتهاء مهمتهم وصدور أي ردة فعل توحي بقرب الاستغناء عن خدماتهم، يبدأون، تحت شعارات الوطنية والشفافية أمام جمهورهم المفترض، بكشف التدخل السافر للدولة التي تدعمهم، مدعين أنهم كانوا صامتين طوال الفترة السابقة، حرصاً على وحدة الصف، وأن وجودهم كان بهدف كشف الحقائق وعدم ترك تلك الهيئات للمتسلقين.
تصرّف البعض كوكلاء وأدوات لبعض الدول، هو أمر يحصل خصوصاً في بلد كسورية التي تتدخل فيها العديد من الدول. لكن أن يحاول من كان في موقع الأداة تصوير نفسه كبطل حين يُتخذ قرار بالاستغناء عنه، فهذا قمة الانحطاط الأخلاقي.