أثارت تصريحات السفير الأميركي لدى برلين، ريتشارد غرينيل، الداعمة للشعبويين في أوروبا الغضب لدى المسؤولين في البلاد، ووصل الأمر بالرئيس السابق لـ"الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، مارتن شولتز، إلى الدعوة لضرورة استبداله، على وجه السرعة، فيما طالبت زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب اليسار سارة فاغنكنشت، بالطرد الفوري.
وقال شولتز "هذا الرجل لا يطاق، هو فريد في الدبلوماسية الدولية، فبدلاً من أن يكون حيادياً تجاه الدولة المضيفة يعمل كممثلي الحركات السياسية"، واصفاً تصريحاته بالشنيعة. وأضاف "إذا ما قال السفير الألماني في واشنطن إنني هنا لتقوية الديمقراطيين فيستم طرده على الفور".
وتأتي انتقادات شولتز اللاذعة نتيجة تصريحات أدلى بها السفير غرينيل في مقابلة له مع موقع "بريتبارت نيوز"، قال فيها إنه يود بالتأكيد دعم وتعزيز الشعبويين في أوروبا، تسببت له بنقمة في ألمانيا واعتبرت تدخلاً في الشؤون الأوروبية ولا تمت إلى العمل الدبلوماسي بصلة.
من جهتها، لم تشأ المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التعليق على كلام السفير، ولفتت إلى أنه سيكون هناك لقاء معه غداً الأربعاء في وزارة الخارجية، وسيكون بوسعه توضيح تصريحاته، وهو الأمر الذي أشار إليه المتحدث باسم الخارجية.
أما النائبة سارة فاغنكنشت فكانت أكثر حدة، وطالبت في حديث مع صحيفة "دي فيلت" بالطرد الفوري لغرينيل، وقالت "أي شخص مثل السفير الأميركي يعتقد نفسه سيد القصر الذي يستطيع أن يحدد من يحكم أوروبا، لم يعد من الممكن أن يبقى دبلوماسياً في ألمانيا".
وأضافت "إذا كانت الحكومة الاتحادية تأخذ الديمقراطية لبلدنا على محمل الجد، لا ينبغي أن ندعو غرينيل لتناول القهوة، لكن لطرده على الفور".
أما نائب رئيس "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، تورستن شيفر غومبل، فكان رده صاعقاً، وكتب على "تويتر" أن المواطنين في أوروبا لا يحتاجون إلى تابع للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ليخبرهم من ينتخبون. وأضاف أن "غرينيل يتدخل في العملية الديمقراطية، وهو ببساطة في غير محله".
ويشغل السفير غرينيل (51 عاماً) منصب سفير لبلاده لدى برلين منذ مطلع مايو/ أيار الماضي، ويعتبر من أوائل الداعمين للرئيس ترامب خلال حملته الانتخابية، وتلقبه الصحافة الألمانية بمرشد ترامب. وكان الأخير، بعيد إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، قد كتب على "تويتر" تعليقاً طالب فيه الشركات الألمانية بوقف أنشطتها في طهران فوراً.