الجولاني: الاتفاق الروسي الأميركي يضع واشنطن بصف موسكو والنظام

17 سبتمبر 2016
غموض يلف الاتفاق الروسي الأميركي (يوتيوب)
+ الخط -
ندد زعيم جبهة "فتح الشام" (النصرة سابقاً)، أبو محمد الجولاني، مساء اليوم السبت، بالاتفاق الروسي الأميركي الأخير، متهماً واشنطن وموسكو والمبعوث الدولي لسورية، ستيفان دي ميستورا، بالتواطؤ مع نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، عبر اتخاذ إجراءات تخدمه.


وأضاف الجولاني، في مقابلة لشبكة "الجزيرة" اليوم السبت، أن لدى هؤلاء مخططاً واضحاً هدفه استسلام الفصائل المسلحة التي تقاتل النظام.

وفي التفاصيل، قال الجولاني، إن المخطط يقضي محاصرة النظام السوري لحلب، يليه خروج اتفاق روسي أميركي، ليأتي بعد ذلك دي ميستورا للإعلان عن إرسال مساعدات إنسانية.

ووصف الاتفاق بين موسكو وواشنطن أنه اتفاق عسكري أمني بحت، مؤكداً أنه يفضي إلى استسلام الفصائل المسلحة وتخليها عن السلاح. وأضاف أن المفاوضات التي يعلن عنها دي ميستورا تفضي كذلك إلى الاستسلام.

وقال في هذا الصدد، إن النظام يحاصر حلب ليكون لدي ميستورا ورقة للضغط على الفصائل المسلحة، موضحاً أن الخطوات العسكرية للنظام تبنى على أساسها الاتفاقات الدولية.

وبخصوص الاتفاق الروسي الأميركي، قال الجولاني، إن الأميركيين بهذا الاتفاق وضعوا أنفسهم في صف الروس والنظام، موضحاً أن المشاريع التي تأتي من الخارج تكون على أساس أن سورية مقسمة، وتحاول أن تجزئ وتقسم سورية.

وفي ما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية، قال الجولاني، إن السوريين تحملوا كل المآسي لكي لا يذلوا، مضيفاً، أنه لا يمكن لأهل حلب أن يذلوا لبعض المواد الغذائية التي تسلمها لهم الأمم المتحدة.

إلى ذلك، قال الجولاني، إن "أهل السنة في حالة ضياع ودفاع عن البقاء" أمام ما سماه "المشروع الرافضي"، محذراً من مغبة نجاح هذا المشروع وتداعياته على المنطقة برمتها.

وأضاف أن "ما لم نتوقعه في اليمن حدث في وقت مبكر"، في إشارة إلى الانقلاب الذي دبره الحوثيون (أنصار الله) بتواطؤ مع إيران.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تحاول، في الوقت الراهن، أن تفعل في سورية ما فعلته في العراق قبل نحو 20 عاماً. كما شدد على ضرورة وحدة واندماج الفصائل السورية التي تقاتل النظام والمليشيات المتحالفة معه، داعياً إلى إنشاء كيان موحد لتمثيل من تقاتل من أجلهم تلك الفصائل، وذلك للدفاع عنهم عسكرياً وسياسياً.

كما شدد على أن الاندماج مع باقي الفصائل المسلحة أظهر نتائج عسكرية كبيرة، قبل أن يضيف أن هناك طاقات كثيرة بحاجة إلى تجميع وتوحيد، وقادرة على حل كل المشكلات العسكرية، كفك حصار، وصد محاولات تقدم.
ولفت إلى أن كثيراً من الفصائل تقدمت باتجاه حماة بهدف تحريرها، وأن الجنوب تحرك، أيضاً، لتحرير الغوطة وريف دمشق. وأكد في هذا الصدد أن التقدم في حماة والجنوب السوري لم يكن في حسابات النظام وسيؤثر على الموقف السياسي.

وكان الجولاني أعلن في 28 يوليو/ تموز الماضي، فك الارتباط مع تنظيم "القاعدة"، عبر إلغاء العمل بجبهة "النصرة" وتشكيل جماعة جديدة باسم "جبهة فتح الشام".

وتشارك جبهة "فتح الشام"، في "غرفة عمليات فتح حلب" ضمن معركة فك الحصار الذي يفرضه النظام السوري على سكان القسم الشرقي من المدينة.