انتخاب نائب رئيس لـ"فتح" والمؤتمر السابع: تمرين لخلافة عباس؟

رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل (فيسبوك)
نائلة خليل
صحافية فلسطينية، مراسلة ومديرة مكتب موقع وصحيفة "العربي الجديد" في الضفة الغربية.
29 نوفمبر 2016
791C112D-7E07-48DE-B315-730C193A9F7A
+ الخط -
تتحوّل الأنظار اليوم، الثلاثاء، إلى مؤتمر "فتح" السابع الذي يُعقد في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، مع توقعات بأن المؤتمر، وإن لم يحمل تغييرات صادمة ومفاجئة، سيكون نقطة تحوّل في فرز قيادة الحركة المقبلة، والأهم قيادة الشعب الفلسطيني، لأن الرئيس الفلسطيني يتم ترشيحه من أكبر حركة في منظمة التحرير أي "فتح". ولعل اللافت في هذا المؤتمر أن انتخاب نائب لرئيس حركة "فتح" من أكثر القضايا التي تطغى على حديث أعضاء المؤتمر، لأنه بات ضرورة حتمية، إذ بلغ الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، نحو 82 عاماً، وهو يقود الحركة والسلطة ومنظمة التحرير منذ عام 2004، وقد انتُخب منذ ذلك الحين رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية، ولم يتم إجراء أية انتخابات بعد ذلك الحين.

وعلى الرغم من أن منصب نائب رئيس حركة "فتح" ليس شاغراً، إذ يشغله القيادي الفتحاوي، أبو ماهر غنيم، لكن الأخير لم يُسجَّلْ له منذ مؤتمر الحركة السادس في بيت لحم عام 2009، أي نشاط لافت في الحركة، كما يقول أبناء الحركة ذاتها. وغنيم وهو في العقد الثامن من العمر، من أقدم أعضاء المركزية في حركة "فتح" وأكبرهم سناً، وتم انتخابه نائباً لرئيس الحركة بسبب أقدميته، إذ يتساوى مع عباس بالأقدمية في الحركة من الجيل المؤسس. أما الأسماء التي يتداولها كوادر "فتح" لتولي منصب النائب الجديد لرئيس الحركة، فيأتي في مقدمتها، جبريل الرجوب، ومحمود العالول، ثم تليهما أسماء أخرى، مثل ناصر القدوة الذي يتمتع بقاعدة شعبية في الحركة أقل من العضوين السابقين.
وتوقع عضو المؤتمر بكر أبو بكر، في حديث مع "العربي الجديد"، أن يتم انتخاب نائب رئيس الحركة في الاجتماع الأول بعد انتخاب الرئيس. وقال أبو بكر: "في مؤتمر بيت لحم، أُقر مسمى نائب رئيس الحركة، وكان أبو ماهر غنيم في حينه، لكنه يرفض الدخول في أي تشابكات في الحركة، وخلاصة الأمر أن الفكرة قديمة لكنها ستتجدد بأعضاء جدد، وسيتم طرح اسم آخر ليكون نائب رئيس الحركة غير غنيم". لكن المتحدث الرسمي باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر السابع، فهمي الزعارير، قال لـ"العربي الجديد" إن "موقع نائب رئيس اللجنة المركزية مشغول، وليس شاغراً الآن، واللجنة المركزية المقبلة من صلاحياتها ويُلزمها النظام بأن تنتخب نائباً لرئيس الحركة وفق الصلاحيات المنصوص عليها في النظام". وتابع: "نائب رئيس اللجنة المركزية موقع إداري تنتخبه اللجنة المركزية في أول اجتماع لها، وليس من اختصاص المؤتمر".


وعلى الرغم من أن ما يقوله الزعارير موجود في النظام الداخلي للحركة، إلا أن قيادات وازنة في حركة "فتح" تؤكد أن الأمور لم تسر يوماً وفق حرفية النظام الداخلي. كما أنه من المعلوم للجميع أن الهدف الأساسي من المؤتمر هو انتخاب قيادة "فتح" سواء في المجلس الثوري الذي هو بمثابة برلمان الحركة، أو في اللجنة المركزية والتي تمثل السلطة التنفيذية للحركة، وبالتالي الأهم هو التصويت، بينما ستحظى تقارير مفوضيات "فتح" باهتمام وحجم نقاش أقل، مقارنة بحجم النقاش والاهتمام والتحالفات الذي بدأ منذ أيام بين أعضاء المؤتمر، سواء في الترشح للهيئتين السابقتين، أو في تجنيد أصوات المؤتمر التي تبلغ نحو 1400 صوت من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والشتات.

وأوضحت مصادر لـ"العربي الجديد" أن "عضو اللجنة المركزية الذي سيحظى بأعلى الأصوات سيكون الأكثر حظاً بمنصب نائب رئيس الحركة". لكن هذه المصادر أشارت إلى أن "الأمور لم تسر يوماً حسب حرفية النظام الداخلي، إذ فاز محمود العالول في مؤتمر بيت لحم بأعلى الأصوات بين أعضاء المركزية، لكن تم اختيار غنيم نائباً للرئيس بسبب أقدميته في الحركة من جهة، وبسبب كونه الأقل نشاطاً وديناميكية في الحركة، أي أنه لن يشكل عنصر تهديد على عباس". وعلق الزعارير على ما سبق بالقول: "لا يوجد معيار أقدمية أو أعلى أصوات، لكن أعضاء المركزية الـ18 والأربعة الذين ستتم إضافتهم بتسمية من اللجنة المركزية، هم الذين يحددون من هو نائب رئيس الحركة". وحول الأسماء التي تتردد في كواليس اجتماعات "فتح"، قال الزعارير: "ما يشاع في ذلك ليس نصاً نظامياً أو قانونياً ولكنه سلوك انتخابي ولا من صلاحيات المؤتمر، والحائز أعلى الأصوات ليس نائباً للرئيس، بل الأخير يُنتخب في أول اجتماع للجنة المركزية". وتابع: "المؤتمر يمتلك إرادته التامة، ولا توجد هناك أية ضمانات لأحد حول سلوك المؤتمرِين في قاعة المؤتمر، وأداء أعضاء اللجنة المركزية في السنوات السبع السابقة سيؤدي إلى تجديد شرعيتهم أو عدم منحهم تفويضاً آخر".

ذات صلة

الصورة
صورة لمروان البرغوثي على جدار الفصل العنصري، 12 مايو 2010 (فرانس برس)

سياسة

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتعرض القيادي في حركة فتح وعضو لجنتها المركزية الأسير مروان البرغوثي لحملة تحريض واستهداف، كان آخرها الشهر الماضي
الصورة
إضراب في نابلس شمالي الضفة حداداً على هنية 31/7/2024 (زين جعفر/فرانس برس)

سياسة

عم الإضراب الشامل محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة، تنديدا باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في غارة على مقر إقامته في طهران.
الصورة

سياسة

طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأحد، بحل سياسي يجمع قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، في دولة فلسطينية مستقلة من خلال مؤتمر دولي.
الصورة
محمود عباس يكلف محمد مصطفى بتشكيل الحكومة

سياسة

كلف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مساء اليوم الخميس، رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى بتشكيل الحكومة التاسعة عشرة