نفى عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، محمود الزهار، صحةَ ما تداوله الإعلام الإسرائيلي بشأن إغلاق مكتب التمثيل العسكري للحركة في إسطنبول التركية، كشرط من شروط إعادة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.
وقال الزهار في تصريحات خاصة عبر الهاتف، لمراسل "العربي الجديد"، بالقاهرة: "الأمر برمته غير صحيح، لأن (حماس) ليست لها مكاتب ذات طابع عسكري سواء في قطر أو تركيا أو لبنان"، مؤكداً أن "العمل العسكري للحركة موجود في غزة والضفة الغربية، وليس لنا أي أعمال عسكرية خارج الحدود، فلماذا إذاً يكون لنا مكاتب بهذا الطابع في الخارج".
وأوضح الزهار، أن "الكذبة الإسرائيلية بدأت عندما صرح أحد المحررين الحمساويين في تركيا وهو صالح العاروري، أن من قام باختطاف المستوطنين الإسرائيليين إبان الحرب الأخيرة على القطاع حماس، في حين لم تعلن الحركة ذلك، وهو ما دفع إسرائيل إلى تصور أن هذا المكتب له طابع عسكري، وطالبت تركيا بإغلاقه"، مضيفاً أن الحكومة الإسرائيلية تبحث عن أوهام لتصديرها لمجتمع المستوطنين لتؤكد لهم تحقيق مكاسب.
وتابع الزهار، إن تركيا اشترطت 3 أمور لإعادة العلاقات مع إسرائيل، وجميعها تحقق أو في طريقه للتحقق، موضحاً "الشرط الأول كان اعتراف الدولة الإسرائيلية بمسؤوليتها الرسمية عن حادث سفينة مرمرة لكسر الحصار على غزة، وبالفعل حدث ذلك واعترف بنيامين نتنياهو بمسؤولية الدولة".
وأضاف الزهار "الشرط التركي الثاني كان صرف إسرائيل كافة التعويضات لضحايا السفينة من الشهداء والمصابين، وهو ما تم أخذ خطوات جدية فيه، حيث شكلت إسرائيل لجنة لحصر كافة الضحايا ودفع التعويضات لهم". مشيراً إلى أن الشرط الثالث، هو كسر الحصار عن قطاع غزة وبالفعل نسمع كلاماً كثيراً في هذا الشأن، آخره ما أعلنه الاحتلال حول التفكير في إقامة جزيرة صناعية مقابلة لغزة بمساحة 10 آلاف كيلو مترـ يمتد منها طريق بري يربط بينها وبين القطاع، ولكن، حتى الآن، لم يبلغنا الجانب التركي بأي حديث بشكل رسمي ووقتها سنعلن موقفنا رسمياً".
وعلى صعيد اللقاء المرتقب لوفد الحركة في القاهرة مع المسؤولين المصريين، أوضح الزهار أنه لم تبلغهم السلطات المصرية، حتى الآن، بأي موعد. وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر بالسفارة الفلسطينية بالقاهرة، فتح معبر رفح البري بشكل استثنائي، هذا الأسبوع، لعبور الفلسطينيين العالقين من وإلى القطاع، قال الزهار إن "هذا الأمر، أيضاً، لم نبلغ به، وجرت العادة أنهم يفتحون المعبر بدون تنسيق مسبق".