وجّه مدعي عام الجنايات الكبرى في الأردن تهمتي القتل بعمل إرهابي والقتل العمد إلى قاتل الكاتب الصحافي الأردني، ناهض حتر، والذي كان يحاكم بتهمة نشر رسم اعتبر مسيئاً للذات الإلهية.
وقالت وسائل إعلام أردنية إن "القاتل أردني في العقد الخامس من عمره ويدعى رياض إسماعيل عبد الله، وكان قد عمل إماماً وخطيباً لأحد مساجد عمّان قبل سنوات".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قضائي أن المدعي العام قرر توقيف القاتل 15 يوماً على ذمة القضية، وإحالة ملف القضية إلى محكمة أمن الدولة صاحبة الاختصاص.
وباشر مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى، أشرف العبدلات، التحقيق بحادثة مقتل حتر.
وأطلق "رجل ملتحٍ يرتدي دشداشة رمادية اللون" ست رصاصات على حتر أمام المدخل الرئيسي لمبنى قصر العدل، وقال شهود عيان إن "مطلق الرصاص تمتم بكلام غير مفهوم قبل إطلاق الرصاص".
وكان "العربي الجديد" قد حصل في وقتٍ سابق على معلومات بأن مطلق الرصاص أردني من مواليد 1967، وقد أعلنت السلطات الأمنية اعتقاله فور تنفيذ جريمته. وحسب المعلومات، فإن القاتل أطلق الرصاص من مسدس عيار تسعة ملم.
وحمّل ماجد، شقيق ناهض حتر، السلطات الأردنية وكل من حرّض على شقيقه مسؤولية قتله، وقال: "أحمل مسؤولية اغتيال شقيقي لرئيس الحكومة والأمن العام، ودائرة الإفتاء، وكل من حرّض".
وتعتبر هذه الحادثة سابقة في تاريخ الأردن، إذ لم يسبق أن قتلت شخصية بارزة في الأردن على خلفية آرائها السياسية أو الدينية.
يذكر أن رئيس الوزراء الأردني حرّك دعوى بالحق العام ضد حتر في 14 أغسطس/آب الماضي، بسبب الرسم الكاريكاتوري، إذ اعتقل وأسند مدعي عام عمّان له يومها جرم "إثارة النعرات المذهبية والعنصرية"، قبل أن يتم الإفراج عنه بكفالة في 8 سبتمبر/أيلول الجاري.
وسبقت توقيف حتر حملة رأي عام غير مسبوقة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بمعاقبته، وصلت إلى مطالبة البعض بإهدار دمه.
واستنكرت الحكومة الأردنية، على لسان الناطق باسمها محمد المومني، الجريمة التي وصفتها بـ"النكراء".
وقال المومني، في بيان رسمي: "الثقة بالقضاء الأردني وبأجهزتنا الأمنيّة عالية في متابعة ومحاسبة من اقترف هذه الجريمة النكراء"، مشدّداً على أنّ "اليد التي امتدّت إلى الكاتب المرحوم حتّر ستلقى القصاص العادل، حتّى تكون عبرة لكلّ من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجريمة الغادرة".
من جهتها، أعربت "جماعة الإخوان المسلمين" عن أسفها لمقتل حتر، وعبرت عن إدانتها للجريمة التي وصفتها بـ"البشعة".
إلى ذلك، اعتصم العشرات وسط مدينة الفحيص، مسقط رأس حتر، غرب العاصمة الأردنية عمان، للتنديد باغتيال حتر الذي قتل صباح اليوم الأحد أمام قصر العدل.
وحمّل المعتصمون، والذين وصفوا حتر بـ"الشهيد"، السلطات الأردنية مسؤولية قتله، مطالبين بإقالة رئيس الحكومة، هاني الملقي، ووزير داخليته سلامة حمّاد.
وحمّل المعتصمون وزارة الداخلية مسؤولية عدم تأمين حماية القتيل بعد تهديدات بقتله.
وتشهد مداخل المدينة حضوراً أمنياً مكثفاً.