الحماسة التي أظهرتها تلك الشخصيات الروسية الرفيعة، التي يعتقد مسؤولون أميركيون أنّها كانت على علم بحملة التجسس الإلكترونية لبلادهم أثناء الانتخابات، كانت عاملًا إضافيًّا في تقييم الاستخبارات الأميركية الأخير، والذي خلص إلى أن جهود موسكو هدفت، وإن بشكل جزئي، لمساعدة ترامب على الفوز.
إلى جانب ذلك، تشمل الأجزاء الرئيسية الأخرى من المعلومات، التي تمّ جمعها بواسطة المخابرات الأميركية، تحديد بعض الفاعلين في إيصال رسائل الحزب الديمقراطي المقرصنة إلى موقع "ويكيلكس".
هذه المعلومات، إضافة إلى بيانات أخرى، كانت في صلب تقرير غير مسبوق انتشر في واشنطن هذا الأسبوع، يفصّل الأدلة على التدخل الروسي في الانتخابات الماضية، ويصنّف أيضًا بعض العمليّات الإلكترونية الأخرى التي أقدمت عليها موسكو في السنوات التسع الماضية.
وبحسب "واشنطن بوست"، فإن هذه الوثيقة السرّية تتألف من 59 صفحة، وقد قُدمت إلى الرئيس باراك أوباما أمس الخميس، ومن المتوقع أن يعرضها كبار المسؤولين الاستخباراتيين على ترامب في نيويورك اليوم الجمعة، وسيكون في مقدّمتهم مدير الاستخبارات الوطنية، جايمس كلابر، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، جون برينان.
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى، كان قد اطّلع على التقرير السرّي حول عمليّات موسكو، إن ثمّة مجموعة متنوعة من المستندات قد شكّلت فحوى القضيّة برمّتها، ومنحت مسؤولي الاستخبارات الأميركية ثقة عالية في استنتاجاتهم بأن روسيا عملت فعلًا على مساعدة ترامب من أجل الفوز.
وأضاف مسؤولون آخرون، كانوا قد راجعوا التقرير أيضًا، أنّ ما كتب في الأوراق السرّية يذهب إلى أبعد بكثير من البيان العلني المقتضب الذي أصدره كلّ من كلابر ووزير الأمن الداخلي، جي جونسون، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، متّهمين روسيا بأنها وجهت عمليات إلكترونية لتعطيل الانتخابات الأميركية، واستنتاجات أن "كبار المسؤولين الروسيين فقط بإمكانهم إجازة مثل هذه العمليّات"، في إشارة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين".