انتقدت إيران، اليوم الأربعاء، العقوبات الأوروبية الأخيرة، متوعدة باتخاد خطوات مقابلة وفق مبدأ "المعاملة بالمثل"، في حين قال المرشد الإيراني علي خامنئي إنّ "الولايات المتحدة لطالما أخطأت في حساباتها" إزاء طهران، واصفاً حكام أميركا بأنّهم "حمقى بامتياز".
ورفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على طهران، بتهمة تخطيطها لاستهداف المعارضة الإيرانية المقيمة على الأراضي الأوروبية.
وقال قاسمي، في بيان، اليوم الأربعاء، إنّ "العقوبات الأوروبية على أفراد إيرانيين جاءت وفقاً لقرار غير منطقي وعجيب واستندت لادعاءات واهية"، معتبراً أنّ "ذلك يعني عدم مصداقية الأوروبيين في الحرب على الإرهاب"، بحسب قوله.
وذكر قاسمي أنّ الاتحاد الأوروبي يدعم أفراداً وأعضاء في منظمات وصفها بأنّها "إرهابية" مثل "جماعة مجاهدي خلق" و"المنظمة الأحوازية"، مضيفاً أنّ بلاده "تحمل راية مكافحة الإرهاب في المنطقة، وأمن أوروبا مدين لإيران".
ويأتي التعليق الإيراني، بعد أن أعلن وزير خارجية الدنمارك أندرس سامويلسون، أمس الثلاثاء، أنّ دول الاتحاد الأوروبي قد اتفقت على فرض عقوبات على طهران، وهو ما يأتي بعد سلسلة اعتقالات حصلت في عدة دول أوروبية طاولت إيرانيين؛ ومنهم ديبلوماسيون، بتهمة التخطيط لاستهداف مؤتمر لمنظمة "مجاهدي خلق" في العاصمة الفرنسية باريس، ولاغتيال قادة في "المنظمة الأحوازية".
وردّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تغريدة على "تويتر" أمس الثلاثاء، على الإعلان الأوروبي، قائلاً إنّ "الدول الأوروبية فتحت ملجأ لقاتلي الإيرانيين وللمنافقين"، في إشارة منه لمعارضي النظام في إيران من جماعة "مجاهدي خلق"، مضيفاً أنّ "أوروبا تتهم إيران لكنها بالمقابل تأوي الإرهابيين".
— Javad Zarif (@JZarif) January 8, 2019
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Javad Zarif (@JZarif) January 8, 2019
|
واليوم الأربعاء، قال الاتحاد الأوروبي، في بيان، إنّه أضاف إيرانيين اثنين، وإدارة الأمن الداخلي التابعة لوزارة المخابرات الإيرانية إلى قائمة الإرهاب الخاصة بالاتحاد.
وقال البيان "تبنى المجلس هذا الإدراج في إطار رده على هجمات أحبطت مؤخراً على أراض أوروبية".
واتفق وزراء الدول الأعضاء بالاتحاد في اجتماع في بروكسل، أمس الثلاثاء، على هذا الإجراء الذي يبدأ تنفيذه، اليوم الأربعاء، ويعني تجميد أصول المدرجين.
في سياق آخر، قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، في كلمة خلال لقاء شعبي، اليوم الأربعاء، إنّ "عدداً من حكام أميركا حمقى بامتياز"، معتبراً أنّ "بعضهم يدّعون الجنون أيضاً".
وأضاف خامنئي أنّ "الولايات المتحدة لطالما أخطأت في حساباتها إزاء إيران، وكانت تعتقد بأنّ نظامها الإسلامي سيسقط بعد مرور أشهر عدة على ثورتها، وفرضت العقوبات لتلك الغاية لكنها لم تصل لمآربها".
ودعا خامنئي الإيرانيين إلى "التحلّي بالصمود والشجاعة والعقلانية" أمام ما اعتبره "زيفاً أميركياً"، قائلاً إنّ "الإدارة الأميركية تتحدّث كالمهرجين وتطالب إيران بتعلّم حقوق الإنسان من بلد كالسعودية".
وقال خامنئي إنّ "العقوبات تضغط على البلاد وعلى الشعب. الأميركيون يقولون بكل سرور إنّ هذه العقوبات غير مسبوقة في التاريخ... نعم إنّها غير مسبوقة. والهزيمة التي سيواجهها الأميركيون ستكون غير مسبوقة، إن شاء الله".
يُذكر أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كان قد أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران في مايو/أيار 2018، وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية على طهران، بذريعة وجود شكوك حول برنامجها الصاروخي، ولكي يزيد الضغط بما يقيد دورها ونفوذها الإقليميين، فيما حثّت إيران دولاً أوروبية ما زالت ملتزمة بالاتفاق النووي على معارضة العقوبات.