كذلك أشار كيسنجر، أيضاً، إلى أن "إيران تمثل تحدياً رئيسياً"، قائلاً إن معارضة "توسع هيمنة" الجمهورية الإسلامية وسعيها إلى امتلاك أسلحة نووية يجب أن تكون أبرز أولويات واشنطن.
يشار إلى أن كيسنجر، البالغ من العمر 94 عاماً، يواصل تقديم النصح في شؤون السياسة الخارجية، وانضم إلى وزير أسبق آخر للخارجية هو جورج شولتز (97 عاماً)، ونائب وزير الخارجية السابق ريتشارد أرميتاج (72 عاماً)، أثناء شهادته أمام مجلس الشيوخ حول التحديات الأمنية العالمية.
وقدم "رجال الدولة الكبار" الثلاثة شرحاً عن التهديدات الدولية المتزايدة، وضمنها الانتشار النووي، والاستبداد الصيني، وتدخل روسيا في الانتخابات الأميركية وفي أوروبا الشرقية.
وقال كيسنجر، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إن "التحدي الأكثر أهمية بالنسبة إلى الأمن الدولي يمثله تطور البرنامج النووي لكوريا الشمالية"، مشيراً إلى وضع "لم يسبق له مثيل".
وطوّرت كوريا الشمالية، على غرار إيران، قدراتها النووية، في وقت تسعى جهود دولية إلى منع النظام الكوري الشمالي من تطوير هذه الإمكانات.
وأضاف: "للمرة الثانية خلال عقد، فإن النتيجة التي كانت تعتبر غير مقبولة على نطاق واسع قد تصبح غير قابلة للعودة عنها"، محذراً من أن "عدم القدرة على كبح جهود بيونغ يانغ النووية يمكن أن يؤدي إلى سباق تسلح جديد في آسيا".
وذكر أن "نزع الأسلحة النووية من كوريا الشمالية يجب أن يكون هدفاً أساسياً (...) وإذا لم يتم تحقيق ذلك يجب أن نستعد لانتشار الأسلحة النووية في دول أخرى"، كذلك حذّر من "فرض مواجهة عسكرية"، لكنه أعرب عن تأييده "ممارسة الضغوط على بيونغ يانغ".
من جهته، انتقد أرميتاج كيفية مواجهة إدارة الرئيس دونالد ترامب التهديدات العالمية، موضحاً: "لسوء الحظ فإن عدم الاتساق في السياسة الخارجية أخيراً أثار شكوكاً حيال الدور الأميركي في العالم".
وأضاف نائب وزير الخارجية السابق: "إننا نشهد فعلاً مؤشرات مقلقة إلى تراجع القيادة الأميركية".
بدوره، اعتبر شولتز أن النمو الديمغرافي السريع في أفريقيا يمكن أن يؤدي إلى هجرات جماعية، وهو "تهديد لا يمكن للدول الغربية أن تتجاهله"، لكنه شدّد على أن "الاستخدام المتزايد لتكنولوجيا تصغير أسلحة الدمار الشامل يمكن أن يؤدي إلى الفوضى"، مبرزاً: "لدينا أسلحة صغيرة ورخيصة فتاكة تحل محل أسلحة كبيرة ومكلفة".
(فرانس برس)