أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الأربعاء، أن "محادثات القمة الروسية التركية في بطرسبرغ، أمس، نجحت في التوصل إلى اتفاق بشأن قيام آلية مشتركة لدعم التسوية السورية".
وقال، في تصريح لوكالة (الأناضول): "في الماضي كانت لدينا آلية منفصلة للتعاون مع روسيا، الآن قمنا بجمع الاستخبارات ووزارة الخارجية والآلية العسكرية معاً"، مشيراً إلى أن "مسؤولين عن جهاز المخابرات التركي والقوات المسلحة سيزورون مدينة سانت بطرسبرغ، اليوم، للمشاركة في الاجتماعات الخاصة بهذا الشأن".
وحول العلاقة مع الغرب، أوضح أن "التقارب بين تركيا وروسيا ليس بهدف توصيل رسالة إلى الغرب". لكنه أضاف في الوقت نفسه، إذا "خسر" الغرب تركيا، فإن ذلك سيكون بسبب أخطائه وليس بسبب الروابط الجيدة لتركيا مع روسيا أو الصين أو العالم الإسلامي.
وتابع: "للأسف يرتكب الاتحاد الأوروبي بعض الأخطاء الفادحة. لقد رسبوا في اختبار ما بعد محاولة الانقلاب".
وبين أن "دعم (الأتراك) لعضوية الاتحاد الأوروبي الذي كان يصل إلى حوالى 50 في المائة من السكان، أعتقد أنه يبلغ الآن نحو 20 في المائة".
ويأتي كلام جاووش أوغلو، عقب الزيارة التي قام بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى روسيا، أمس، ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، لأول مرة بعد تطبيع العلاقات بين البلدين، إثر الخلاف الذي سببه حادث إسقاط الطائرة الروسية قرب الحدود السورية.
وتصدَّر الملف السوري، المحادثات بين الرئيسين، إذ عبّر بوتين عن استعداده لـ"التنسيق مع تركيا بشأن سورية لأجل إيجاد الحل"، مشدداً على أنه "لا يمكن تحقيق إصلاحات في سورية إلا بوسائل ديمقراطية"، قبل أن يؤكد الرئيس التركي أنهما سيناقشان المشكلة السورية بعد المؤتمر الصحافي.
واستباقاً للقائه بوتين، شدد الرئيس التركي، أول أمس الإثنين، في حوار مطول أدلى به لصحيفة "لوموند" الفرنسية، على أن "لا حل للأزمة السورية ببقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد"، في تعبير صريح عن أن مصير الأسد نقطة خلافية بين موسكو وأنقرة، خصوصاً بعدما أكد أن "الأسد، وهو المسؤول عن قتل 600 ألف سوري، لا يستطيع أن يتمتع بدعمنا. وعلى الرغم من ذلك هناك من يدعمه. وإذا كنا نؤمن بالديمقراطية علينا ألا نلعب هذه اللعبة. علينا الذهاب في اتجاه آخر".