يستعد فلسطينيو الداخل وقياداتهم لخوض إضراب عن الطعام غداً الخميس، بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، إسناداً للأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية.
ودعت لجنة المتابعة في بيان لها، الأربعاء، إلى أوسع مشاركة شعبية في الإضراب، سبقتها دعوة وجهت "للقيادات السياسية ورؤساء السلطات المحلية العربية ولكافة أفراد مجتمعنا كي تكون صرخة أخرى، ضمن النشاطات لدعم الأسرى في معركة الحرية والكرامة التي يخوضونها بالأمعاء الخاوية،" وفق ما جاء في البيان.
كذلك دعتهم إلى التجمّع في خيمة التضامن في الناصرة في ساحة العين، ابتداء من العاشرة صباحا وحتى الساعة الثامنة مساء.
وشهد الداخل الفلسطيني خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، العديد من النشاطات، أبرزها الوقفات الاحتجاجية في معظم البلدات العربية، تضامناً مع الأسرى، وسط دعوات من القيادات ولجنة المتابعة إلى تكثيفها، خاصة أن الأسرى "يواجهون أشرس إجراءات القمع والتنكيل، إلى جانب الحرب النفسية الخسيسة، والتي تعكس حقيقة الحضيض الأخلاقي، والذي يرتفع فيه قادة الاحتلال بكافة مستوياتهم، بدءاً من رأس الهرم".
خطوة فارقة؟
بدوره، تحدّث النائب عن القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي، القيادي في الحركة الإسلامية، مسعود غنايم، عن انطباعاته من حجم التضامن حتى اليوم وتوقعاته المستقبلية.
وقال لـ "العربي الجديد"، إنه متفائل بإعلان الإضراب ونصب الخيمة في الناصرة.
وأوضح: "باعتقادي، قضية التفاعل مع إضراب الأسرى، إضراب الحرية والكرامة، في تصاعد مستمر. صحيح أنه بدأ بتفاعل قليل ونشاطات ومشاركات محدودة، ولكنني أعتقد أنه كلما زادت أيام الإضراب وصمود المضربين زاد التفاعل الجماهيري والنشاطات. في وادي عارة هنالك خيمة اعتصام. وفي الناصرة نصبت خيمة بمبادرة لجنة المتابعة، وغدا سيبدأ النشاط فيها من خلال الإضراب عن الطعام والتواجد في الخيمة على مدار الأسبوع، على أن تتداول الأحزاب والحركات السياسية على التواجد فيها. باعتقادي ستكون هذه الخيمة المركز الذي تدور حوله النشاطات، ومنها ستنطلق نشاطات أخرى من خلال لجنة المتابعة ولجنة الحريات المنبثقة عنها".
واعتبر أن إقامة الخيمة وإعلان الإضراب "هي خطوة إضافية إلى الأمام، نحو زيادة التفاعل في الداخل الفلسطيني، والذي يمكن أن يتجاوز قضية التظاهر على مفترقات الطرقات كما حدث في الأيام الماضية، أو زيارة خيمة الاعتصام في رام الله. وربما تسير الأمور باتجاه تنظيم مظاهرة جبارة أو غير ذلك".
ولم يخف غنايم وجود تباين كبير في تفاعل الحركات السياسية في الداخل مع الموضوع، "ولكن الأمل يكمن أخيراً في تعهد كل هذه القوى الوطنية بالتفاعل مع النشاطات وشحن الجماهير والمساهمة في تجنيد أبناء شعبنا للتواجد بخيمة الاعتصام، فالأحزاب تلعب دوراً أساسياً وهي المحرك لتعبئة الجماهير وحثها على المشاركة، وهو الأمر الذي شهد تقصيرا من قبل هذه القوى خلال الفترة الماضية، وعليه أعتقد أن خطوة الإضراب وخيمة الناصرة ستغيران هذا الوضع إلى الأفضل، على درب دعم الأسرى".
فتور ينذر بأهمية تعبئة الجماهير
من جانبه اعتبر رئيس لجنة الحريات، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، الشيخ كمال خطيب، أنه من واجب فلسطينيي الداخل المشاركة في الإضراب عن الطعام والتواجد في خيمة الاعتصام في الناصرة، فضلا عن المشاركة في المهرجان التضامني مع الأسرى المقام في مدينة باقة الغربية يوم السبت المقبل.
وأشار خطيب إلى وجود حالة من الفتور في الداخل بما يتعلق بالتفاعل مع قضية الأسرى، فضلاً عن حالة الفتور الكبيرة في الضفة الغربية، "رغم أن غالبية الأسرى من أبناء شعبنا من هناك"، مرجحاً وجود قرار في الضفة لتهدئة الشارع وعدم السماح بأي تحرك من شأنه شحن الجماهير، لا سيما مع اقتراب موعد زيارة ترامب، "فللأسف نلمس أن السلطة الفلسطينية تريد استقبال ترامب بهدوء تام حتى لو كان ذلك على حساب الأمعاء الخاوية".
كذلك اعتبر خطيب أن عدم وجود إجماع على إضراب الأسرى بين الفصائل الفلسطينية في الضفة يحد من حجم التضامن، وأن الوضع مشابه عند الحديث عن الأحزاب والحركات في الداخل الفلسطيني، ما يؤثر على تعبئة الجماهير.
وحذر خطيب من الوقوع في فخ الحرب النفسية والمحاولات التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية للتأثير على معنويات الأسرى لكسر الإضراب.