أعلن عضو مجلس النواب المصري طلعت خليل، التقدّم باستقالته رسمياً من البرلمان، عقب إجازة عيد الأضحى، رداً على غرق طفل وطفلة في "بالوعة" مفتوحة منذ فترة للصرف الصحي بحي فيصل في محافظة السويس، وتجاهل مناقشة العديد من الأدوات الرقابية التي تقدم بها ضد فساد الأجهزة المحلية.
وأفاد خليل، وهو عضو بتكتل (25-30) المعارض من داخل النظام، اليوم الأربعاء، بأنّ قرار استقالته "نهائي، ولا رجعة فيه"، مطالباً حكومة مصطفى مدبولي (منحها البرلمان الثقة قبل أسابيع قليلة) باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الحادث الذي يكشف مدى تقصير المسؤولين في السويس وغيرها من المحافظات المصرية التي تشهد كوارث جمّة خلال الفترة الأخيرة.
وعزا خليل قرار استقالته إلى "حرصه على مصلحة وطنه، واحترامه لأبناء دائرته الذين انتخبوه ليمثلهم، ويدافع عن حقوقهم"، موضحاً أنّه تواصل مع الأمين العام لمجلس النواب أحمد سعد الدين، لتسلم استقالته، غير أنّ الأخير أخبره بأنّه غير موجود في البلاد خلال إجازة العيد، وطلب منه تأجيل تقديم الاستقالة لحين استئناف أيام العمل الرسمية، اعتباراً من الأحد المقبل.
وعن الحادثة التي دفعته لقراره، كشف خليل، في بيان، أنّ حي فيصل بالسويس يغرق بالكامل في مياه الصرف الصحي، علاوة على انقطاع مياه الشرب عن قاطنيه لفترات طويلة من دون مساءلة أي من الجهات التنفيذية، مستطرداً "الحكومة مطمئنة إلى عدم المحاسبة، بعد موافقة أغلبية البرلمان على منحها الثقة، برغم تكرار الكوارث التى تصل إلى حد وفاة الأطفال داخل البالوعات".
بدوره، تقدّم عضو البرلمان عن المحافظة ذاتها عبد الحميد كمال، ببيان وبطلب إحاطة عاجل موجّه إلى رئيس الوزراء، وجميع الأجهزة الرقابية، وجهات التحقيق، للمطالبة بسرعة محاسبة ومحاكمة وإقالة المسؤولين عن الواقعة.
وأشار كمال إلى أنّ الحادث أصاب أبناء محافظة السويس بالحزن والغضب من جراء الإهمال والفساد فى المرافق والخدمات، داعياً رئيس الوزراء بصفته التنفيذية والسياسية، وباعتباره القائم بأعمال وزير الإسكان، بإقالة المسؤولين عن الواقعة من وزارتي الإسكان، والإدارة المحلية، ومحافظة السويس، فضلاً عن رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بمدن القناة.
ولقي كل من الطفلة ساندي محمد عبده الشعيري (4 سنوات)، والطفل عبد الرحمن محمد فوزي (6 سنوات)، مصرعهما إثر سقوطهما داخل "بالوعة" مياه الصرف الصحي المكشوفة منذ فترة بحي فيصل في محافظة السويس، شمالي مصر.