أحرزت القوات العراقية، مسنودة بطيران التحالف الدولي، تقدما واضحا في سير عمليات تحرير مدينة الحويجة وضواحيها، إذ أكد مسؤولون في الجيش وزعماء قبليون أن 12 كم فقط باتت تفصل أولى وحدات الجيش عن مركز مدينة الحويجة، بعد تحرير 26 قرية وبلدة صغيرة محيطة بها.
في غضون ذلك، تراقب قوات البشمركة في المحور الشمالي لمدينة كركوك، المقابل للمعارك الدائرة حاليا، الوضع من دون أن تتدخل أو تسند القوات العراقية في الهجوم، إلا أنها تتولى مهمة منع انسحاب تنظيم "داعش" الإرهابي نحو الشمال، حيث مدينة كركوك، كما تقوم باستقبال العائلات الفارة من المدينة ووضعها داخل مخيمات خاصة، من دون السماح لها بالدخول إلى المدينة.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، العميد يحيى رسول، لـ"العربي الجديد"، إن "عمليات التحرير تسير بشكل جيد، وقواتنا تمكنت، خلال اليومين الماضيين، من السيطرة على 26 قرية في قضاء الحويجة، فضلا عن ناحية العباسية ومناطق وقصبات أخرى مختلفة"، مؤكدا أن "خسائر تنظيم "داعش" البشرية بلغت المئات خلال المعارك الجارية".
من جانبه، قال المقدم أحمد حسين الطائي، من قيادة عمليات دجلة في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "نحو 40% من المناطق المستهدفة بالمعارك تم تحريرها، وغالبيتها زراعية ومفتوحة"، مبينا أن "المعركة الفاصلة ستكون في مركز مدينة الحويجة، ونتوقع أن تبدأ معركة الأحياء السكنية نهاية هذا الأسبوع"، مضيفا أن "عدد العائلات التي تم إجلاؤها حتى الآن بلغت أكثر من ألفي عائلة".
وأشار الطائي إلى أنّ "التنظيم يستخدم القناصين وقذائف الهاون والضربات الخاطفة لإعاقة تقدم القوات العراقية باتجاه البلدة"، مبرزا أنّ "تلك المقاومة بالتأكيد لها تأثير على سير المعارك، لكنّها عاجزة عن وقف التقدم".
من جهته، أكد المتحدث باسم القوات العشائرية في الحويجة، أحمد خورشيد، في تصريح صحافي، أنّ "القوات العراقية التي استطاعت أخيرا تحرير بلدة العباسي توقفت عند قريتي المريدية والشجرة في هذا المحور"، مضيفا "كما توقفت في محور حقول علّاس عند منطقة الرمل"، وذكر أنّ "القوات تسعى حاليا للوصول إلى قرية الفتحة، ليتم من خلالها التحرك نحو مركز الحويجة".
خلال ذلك، قال مسؤول بارز في قوات البشمركة الكردية إنها لم تتدخل في المعارك الجارية الآن بين الجيش العراقي و"داعش" رغم قرب المسافة.
وأضاف المقدم دلير قادر، لـ"العربي الجديد"، أن "البشمركة ستبقى في مواقعها الحالية، لكن هناك اتفاق على أن يكون المحور الشمالي من قبلنا، بينما تتقدم القوات العراقية من المحاور الثلاثة الأخرى"، مؤكدا أن الأزمة الحالية بين بغداد وأربيل لم تؤثر على التعاون العسكري بين الجانبين حتى الآن، "لكن حاليا نحن لا نساهم في القتال في معركة استعادة الحويجة، وإن تطلّب الأمر مساعدة فلن نتأخر، كون العدو واحدا وهو "داعش""، وفقا لقوله.