بعد هجوم التنظيم على مقر الكتيبة 101 والكمائن المحيطة به، موقعا 6 قتلى من المجندين، ومدنيين اثنين، وعددا من الإصابات، باعتراف المتحدث باسم الجيش، أعاد التنظيم الكرّة بهجوم مباغت على كمائن القواديس والجورة وبركان 5 في محيط مدينة العريش، مما أدى إلى مقتل 9 مجندين وإصابة آخرين، فيما أعلن الجيش عن مقتل 6 جنود أثناء صد الهجوم.
وقالت مصادر طبية في مستشفى العريش العسكري لـ"العربي الجديد" إن الاستهدافات هذه المرة تركزت على قوات الجيش وليس الشرطة، باستهداف ارتكازات وكمائن في مناطق العريش والشيخ زويد ورفح، بعضها لم يُستهدف منذ أشهر طويلة.
وأوضحت المصادر ذاتها أن قرارا في المستشفى يقضي بعدم نشر أي تفاصيل عن عدد القتلى أو هوياتهم أو أماكن مقتلهم، وجعل رواية المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية هي الوحيدة للإعلام.
وردا على ذلك، استدعى الجيش المصري الطيران الحربي لقصف أهداف متفرقة في مدينتي رفح والشيخ زويد، غير أن التنظيم هاجم، صباح الإثنين، كمائن للأمن المصري في قلب مدينة العريش، واستولى على الأموال من البنك الأهلي، موقعا أيضا عددا من القتلى والجرحى.
ولم يكتفِ التنظيم بذلك، إذ اتجه لفتح الجبهة على الحدود المصرية مع إسرائيل، بإطلاقه ثلاثة صواريخ من سيناء باتجاه مجمع مستوطنات "اشكول" في النقب الغربي، رغم عدم تعرّض إسرائيل للتنظيم في الآونة الأخيرة.
ما سبق كان في غضون ساعات، بعد هدوء نسبي في جبهات سيناء، خصوصا الشيخ زويد ومدينة العريش.
رسائل التنظيم
يصعد للواجهة حين الحديث عن اشتعال مفاجئ للجبهات، التقارب المصري مع حركة "حماس" في غزة، واعتقال الأخيرة أربعة من العناصر المنحرفة فكريا، وفق وصف وزارة الداخلية في غزة، من ضمنهم أحد أبرز قادة "داعش".
كما يظهر من الهجمات الأخيرة أن التنظيم كشف عن أوراق قوته بأنه متواجد في كافة أنحاء سيناء، وعلى الاتجاهات كافة، الداخلية مع الأمن المصري، والخارجية مع إسرائيل، مما يجبر طرفي التقارب في القاهرة وغزة على مراجعة حساباتهما التي قد ترى للتنظيم نهاية في الوقت الراهن.
ومن جهة أخرى، يأتي الهجوم الواسع، خلال اليومين الماضيين، بعد تعرّض التنظيم لضربة من الظهر، بهجوم تعرضت له مجموعة عسكرية تابعة له خلال تواجدها جنوب مدينة الشيخ زويد، على يد أفراد من تنظيم "القاعدة" الذين يلاحقهم التنظيم ويضيق عليهم الخناق، بالتعاون مع مجموعات عسكرية تابعة لقبيلة الترابين.
وكان واضحا تأثير الهجمات في سيناء على التقارب بين حركة "حماس" والنظام المصري، إذ أدت إلى تراجع السلطات المصرية عن تشغيل معبر رفح البري المغلق في وجه الفلسطينيين منذ فترة طويلة، الأمر الذي من شأنه أن يصيب العلاقة بين الطرفين بنكسة مضطرين إليها، لعدم مقدرة الجانب المصري على الوفاء بوعوده بتسهيل السفر وتشغيل المعبر، مقابل إبقاء حركة "حماس" على القبضة الحديدية على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة ومصر؛ لمنع تهريب أفراد "داعش" من وإلى غزة.
وعلى الجبهة الإسرائيلية، أدى استهداف التنظيم مجمع مستوطنات إسرائيلية بصاروخي غراد، وفق ما أكد في بيان له، إلى شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على مناطق جنوب رفح والشيخ زويد، وفق ما أكدت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد".
وقالت المصادر ذاتها إنه بعد انتهاء الغارات الجوية للطيران الحربي المصري على مناطق رفح والشيخ زويد، إثر الهجمات أمس الأحد، أغارت طائرات حربية إسرائيلية على مناطق أخرى، بعد وقت قصير من إطلاق صواريخ من سيناء على جنوب إسرائيل.
ومن الواضح مما جرى في اليومين الماضيين أن تنظيم "ولاية سيناء" يريد القول إنه ما زال بعافيته. كما يهدف إلى استخدام إشعال الجبهة الإسرائيلية كورقة ضغط وليس كمنهج في استهداف إسرائيل.