لا يزال القتال يدور حول سرت دون أن تُحقق قوات "البنيان المرصوص" أي تقدم خلال الساعات الماضية، في حين برز خلاف سياسي حول استلام وزير الخارجية التابع للمجلس الرئاسي محمد سيالة، لمقر وزارته بطرابلس، وتمكين جامعة الدول العربية رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فائز السراج، ووزير خارجيته، من حضور جلساتها.
وقال المتحدث باسم "البنيان المرصوص" محمد الغصري، إن تحصّن مقاتلي تنظيم "داعش" على أسطح بعض أبنية المحطة البخارية، حال دون السيطرة الكاملة عليها، وبرر ذلك بالسعي للحفاظ على المنشآت والحيلولة دون الإضرار بالممتلكات العامة.
وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الاشتباكات مستمرة في منطقة الظهير، وفي أجزاء المحطة البخارية غرباً، بينما تطارد قوات "البنيان المرصوص" عناصر تنظيم "داعش" في وادي جارف، جنوب المدينة.
وعن المعارك التي يخوضها حرس المنشآت النفطية، قال آمر القطاع الحدودي وأحد قادة الحرس، بشير بوظفيرة، لـ"العربي الجديد"، إن "التنظيم يستميت دون تسليم منطقة النوفلية، باعتبارها أهم مراكزه شرق سرت، وسقوطها يعني وصولنا إلى مشارف سرت الشرقية خلال ساعات. وبالتالي، فالقتال ما زال يدور بشكل عنيف في النوفلية منذ مساء الأمس".
وكانت قوات حرس المنشآت النفطية تقدمت، صباح يوم أمس الاثنين، باتجاه شرق سرت لتسيطر على بلدة بن جواد (150 كيلومترا شرق سرت).
في سياق التطورات السياسية، أعلنت وزارة الخارجية التابعة للمجلس الرئاسي بطرابلس، عن تسلّم وزير الخارجية محمد سيالة، لمقر وزارته، يوم أمس الاثنين، ومباشرة مهامه رسمياً، بعد يوم واحد من تسلّم وزير الداخلية العارف خوجة مقر وزارته.
وأعلنت الحكومة المنبثقة عن البرلمان في طبرق، أنها تقدمت باحتجاج رسمي لدى رئاسة جامعة الدول العربية، بشأن تمكينها رئيس المجلس الرئاسي ووزير خارجيته محمد سيالة، من حضور جلسات الجامعة دون الرجوع للبرلمان.
وقال رئيس الحكومة المنبثقة عن برلمان طبرق، عبد الله الثني، في جلسة استماع عقدها البرلمان مساء يوم أمس، إن "حكومته رفعت قضايا بمحكمة ليبية ضد المجلس الرئاسي وقراراته".
واعتبر الثني أن قرارات المجلس الرئاسي "باطلة وانتهاك لسيادة الدولة"، مشيراً إلى أن "المجلس الرئاسي شرعي، ولكن حكومته لم تحظَ بثقة البرلمان، فكيف له تفويضها بممارسة مهامها في طرابلس؟".