قُتل مدني وجرح سبعة آخرون في قصف وعمليات قنص من "حزب الله" اللبناني على بلدتي بقين ومضايا المحاصرتين من قوات النظام السوري في ريف دمشق الشمالي الغربي، عصر اليوم الخميس، في حين احتدمت المعارك بين قوات النظام السوري وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ريف حمص الشرقي.
وقال الناشط، أحمد عبد الوهاب، لـ"العربي الجديد"، إنّ عناصر "حزب الله" اللبناني أطلقوا النار عبر القناصات من الحواجز المحيطة بالبلدتين تزامنا مع قصفها بالمدفعية، ما أدى إلى مقتل رجل وإصابة سبعة آخرين أحدهم طفل أصيب بجروح خطرة.
ويأتي ذلك في ظل جمود في المفاوضات بين المعارضة السورية المسلحة وإيران، حول ملف إجلاء المحاصرين والمرضى من البلدتين مقابل إجلاء عدد من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام في ريف إدلب.
وأوضحت مصادر من المنطقة لـ"العربي الجديد" أنّ "حزب الله" والنظام السوري يحاولان فرض مصالحة على المنطقة، بمعزل عن اتفاق الفوعة وكفريا، عن طريق القصف وتشديد الحصار والتصعيد العسكري على البلدتين، وما تبقّى من أحياء تخضع لسيطرة المعارضة في مدينة الزبداني.
وتخضع مضايا وبقين لحصار مطبق منذ 18 شهرا، وتتعرّضان من حين لآخر لعمليّات قنص وقصف من قوات النظام و"حزب الله"، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين.
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية بأن قوات النظام السوري حققت تقدما على حساب تنظيم "الدولة الإسلامية"، في ريف حمص الشرقي، وسيطرت على منطقتي الحطانية والمرهطان بالقرب من مفرق منطقة جحار النفطية، عقب معارك عنيفة مع التنظيم.
وفي السياق نفسه، قال عضو مركز حمص الإعلامي، محمد السباعي، لـ"العربي الجديد"، إنّ منطقة شرق مطار التيفور العسكري تشهد "معارك طاحنة" بين قوات النظام وتنظيم "الدولة الإسلامية" منذ يوم أمس وحتى مساء اليوم، حيث يسعى النظام إلى التقدم نحو منطقة جحار من أجل إبعاد التنظيم عن مطار التيفور.
وفي الشّأن ذاته، أكد السباعي أن الاشتباكات بين الطرفين أسفرت خلال الساعات الماضية عن مقتل 21 عنصرا من قوات النظام، بينهم ضابط، ومقتل ثلاثة من عناصر التنظيم.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ "طائرة يُرجّح أنّها روسية استهدفت حي القابون الخاضع لسيطرة المعارضة، ما أدّى إلى مقتل ثلاثة مدنيين، وإصابة عدد آخر بجراح، إضافة إلى دمار واسع في ممتلكات المدنيين".
ووقّعت فصائل المعارضة، التي تسيطر على الحي، هدنة مع النظام السوري، مطلع عام 2014، ولم يتعرّض الحي لقصف جوي منذ ذلك التاريخ.
وفي سياق آخر، سيطرت فصائل "درع الفرات"، المدعومة تركيّاً، على قرى جديدة وتلة بمحيط مدينة الباب بحلب، بعد اشتباكات مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" إنّ، "فصائل الجيش الحر، العاملة ضمن غرفة عمليات درع الفرات سيطرت على قرى الغجران والعواصي واللواحجة والحساني وتلة الـ500، قرب مدينة الباب".
وأوضحت المصادر أن المعارضة قطعت بهذه السيطرة طريق الباب - تادف نارياً، الذي كان من أهم طرق الإمداد لـ"داعش" باتجاه مدينة تادف.
وتحاول فصائل عملية "درع الفرات"، التي أطلقها الجيش التركي، في أغسطس / آب الماضي، السيطرة على مدينة الباب، أهم معاقل "داعش" في ريف حلب.
وقُتل وجُرح عناصر من فصائل المعارضة السورية المسلحة بهجوم من تنظيم "داعش" في ريف درعا، جنوبي سورية، في حين قتل مدني وجرح آخرون بقصف جوي من النظام السوري على ريف حمص وسط البلاد.
وقال النّاشط، أحمد المسالمة، لـ"العربي الجديد"، إنّ عنصرين قُتلا وجرح أربعة آخرون من عناصر "حركة أحرار الشام الإسلامية" و"جبهة فتح الشام" في هجوم من تنظيم "داعش" على حاجز لهما في موقع الضهر بمنطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الشرقي.
وفي سياق متّصل، قصفت فصائل المعارضة السورية المنضوية في "غرفة عمليات الجبهة الجنوبية" بالمدفعية مواقع لتنظيم "داعش" في منطقة حوض اليرموك، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الطرفين في أطراف سد سحم الجولان ومنطقة العلّان بريف درعا الغربي.
وتزامنت الاشتباكات مع معارك مماثلة وقصف متبادل بين المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري المدعومة بمليشيات أجنبيّة في أطراف بلدة الغارية الغربية.
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بمقتل مدني وإصابة العشرات جراء قصف مدفعي وجوي من قوات النظام السوري على الأحياء السكنية في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي.
وتجددت المعارك بين قوات النظام وتنظيم "داعش" في مناطق تلال التياس والمحطة الرابعة وقصر الحير الغربي في ريف حمص الشرقي، تزامناً مع قصف جوي ومدفعي على مواقع التنظيم في المنطقة، حيث تحاول قوات النظام استعادة ما خسرته في المنطقة لصالح التنظيم.
من جهة أخرى، قتل وجرح عناصر من تنظيم "داعش" بغارات لطيران التحالف استهدفتهم بالقرب من بلدة الهري، الواقعة على الشريط الحدودي بين سورية والعراق في شرق محافظة دير الزور.
من جانبه، قصف الطيران الروسي أحياء الحويقة وكنامات والرشدية والجبيلة الواقعة تحت سيطرة تنظيم "داعش" في مدينة دير الزور، ولم ترد معلومات عن حجم الأضرار الناتجة عن تلك الغارات.
وجاءت الغارات بالتزامن مع معارك عنيفة بين التنظيم وقوات النظام السوري في أطراف مطار ديرالزور العسكري، ومحيط لواء التأمين، إثر هجوم جديد شنه التنظيم ظهر اليوم الخميس.