وذكرت المنظمة الدولية، في تقرير نشره موقعها الإلكتروني، أنّ "مسؤولين إسرائيليين كباراً قالوا قبل المواجهات وبعدها بشكل علني، إنّ الجنود المتمركزين على طول الحاجز الذي يفصل بين غزة وإسرائيل لديهم أوامر باستهداف المتظاهرين الذين يقتربون من الحدود".
وأوضحت أنّ الحكومة الإسرائيلية لم تقدم أي دليل على أن إلقاء الحجارة وغيره من أعمال العنف من قبل بعض المتظاهرين هدّد بشكل خطير الجنود الإسرائيليين وراء السياج الحدودي.
ولفتت المنظمة، إلى أنّ العدد الكبير للوفيات والإصابات كان نتيجة متوقعة للسماح للجنود باستخدام القوة القاتلة في حالات لا تهدد الحياة، بما ينتهك المعايير الدولية، كما أتى نتيجة ثقافة الإفلات من العقاب على الانتهاكات الجسيمة، القائمة منذ أمد طويل داخل الجيش الإسرائيلي.
من جهته، قال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس"، ووتش إريك غولدستين: "لم يكن الجنود الإسرائيليون يستخدمون القوة المفرطة فحسب، بل كانوا ينفذون على ما يبدو أوامر تكفل جميعها رداً عسكرياً دموياً على التظاهرات الفلسطينية. كانت النتيجة وفيات وإصابات متوقعة بين المتظاهرين على الجانب الآخر من الحدود، الذين لم يشكلوا خطراً وشيكاً على الحياة".
وأشارت "هيومن رايتس ووتش" إلى أنّ أعمال القتل تسلط الضوء على أهمية قيام المدعية العامة لـ "المحكمة الجنائية الدولية" بفتح تحقيق رسمي في الجرائم الدولية الجسيمة في فلسطين.
وذكرت المنظمة أن في الأيام التي سبقت التظاهرات لإحياء "يوم الأرض"، الذي يصادف 30 مارس/آذار سنوياً، أعلن المسؤولون الإسرائيليون مراراً وتكراراً عزمهم على إطلاق النار على "المحرضين" وأولئك الذين يقتربون من السياج الحدودي.
ولم تظهر الحكومة الإسرائيلية، وفقاً للمنظمة، أن المتظاهرين الذين كانوا يرشقون الحجارة أو قنابل المولوتوف شكلوا تهديداً خطيرا للجنود المحميين الذين نُشروا على الجانب الآخر من السياج الحدودي. كما أن إسرائيل لم تدّع أن أي فلسطيني عبر الحدود في 30 مارس/آذار.
وراجعت "هيومن رايتس ووتش" اللقطات التي تعتقد أنها حقيقية، استناداً إلى مقابلة مع مصور الفيديو الذي يظهر متظاهراً أُطلِقت النار على ساقه وهو يصلي، وفيديو آخر يظهر رجلا تُطلق النار عليه أثناء إلقائه حجرا. يبدو أن مقاطع الفيديو الأخرى التي تم استعراضها تظهر متظاهرين يتعرضون لإطلاق النار بينما يسيرون ببطء نحو الحدود بأيدٍ فارغة أو يحملون العلم الفلسطيني فقط، أو يتراجعون عن الحدود.
وأشارت مقابلات مع 6 شهود، من بينهم 3 صحافيين، إلى أن الجنود أطلقوا النار على رجال كانوا في المنطقة الواقعة بين الخيام والسياج، لكنهم لم يشكلوا أي تهديد جسيم لأحد وراء السياج.
وأسفر القصف والقنص والمواجهات التي وقعت الجمعة الماضية عن استشهاد 17 شخصاً وإصابة المئات.
(العربي الجديد)