أردنيون يتظاهرون أمام السفارة الإسرائيلية: إلغاء معاهدة السلام والقصاص من قاتل الشهيدين
وهتف المشاركون في مسيرة انطلقت من مسجد الكالوتي (أقل من كيلومتر) قرب مقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنية عمان، مطالبين بقصاص قاتل الشهيدين محمد جواودة والطبيب بشار الحمارنة، اللذين قُتلا برصاص الضابط الإسرائيلي داخل شقة مستأجرة لصالح السفارة، يملكها الحمارنة.
ورفع الأمن الأردني من إجراءاته الأمنية، في محيط السفارة الإسرائيلية والمداخل المؤدية إليها، لمنع المتظاهرين من الوصول إليها، وسط صرخات غاضبة من قبل بعض المشاركين تطالب بالتقدم باتجاه السفارة.
ورفع المشاركون في المسيرة، العلمين الأردني والفلسطيني، كما رفعوا شعارات تطالب بإلغاء معاهدة السلام وإغلاق السفارة، وأخرى ترفض التطبيع الرسمي والشعبي مع الاحتلال الإسرائيلي.
كما رفعوا صوراً للقاضي رائد زعيتر الذي قتل على يد جندي إسرائيلي قبل نحو ثلاث سنوات، وأخرى لسعيد العمرو الذي جرى إعدامه ميدانياً من قبل جنود الاحتلال في القدس قبل نحو عام، وصوراً لمحمد الكسجي الذي لاقى مصير العمرو في مايو/أيار الماضي.
وهتف المتظاهرون "عيد عيد ضلك عيد .. رائد زعيتر شهيد"، و "عيد عيد ضلك عيد.. الجواودة يا شهيد"، كما هتفوا مطالبين بإسقاط معاهدة السلام وإغلاق السفارة الإسرائيلية.
وردد المشاركون هتافات "فلتسقط وادي عربة.. وادي عربة مش سلام.. وادي عربة استسلام"، وكذلك "الرابية (منطقة السفارة) بدها تحرير من السفارة والسفير.. الرابية بدها تحرير من السفارة والخنزير".
ووجه المتظاهرون، انتقادات لاذعة للحكومة، لإقدامها على تسليم القاتل، معتبرين ذلك استهتاراً بدماء الأردنيين.
وكانت الحكومة الأردنية سمحت للدبلوماسي الإسرائيلي بالمغادرة إلى الأراضي المحتلة، مساء الإثنين الماضي، بحجة التزامها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، مع تأكيدها بذل كل جهودها لتحقيق العدالة الجنائية ضده.
لكن حفاوة الاستقبال التي حظي بها القاتل، من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أججت مشاعر غضب الأردنيين، وأحرجت الحكومة والنظام الأردني.
وانتقد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس الخميس، ما فعله رئيس الوزراء الإسرائيلي، ورأى فيه سلوكاً مستفزاً "يفجر غضبنا جميعاً ويؤدي لزعزعة الأمن ويغذي التطرف في المنطقة".
وأعلن الملك، أمس الخميس، أنّه "سيكون لتعامل إسرائيل مع قضية السفارة ومقتل القاضي زعيتر وغيرها من القضايا أثر مباشر على طبيعة علاقاتنا".
وأكدت مصادر أردنية، اليوم الجمعة، أنّ الحكومة أبلغت إسرائيل رسمياً بعدم السماح للسفيرة عينات شلاين بالعودة إلى عمّان، وكذلك طاقم السفارة ما لم تجرِ إسرائيل تحقيقاً جدياً وشاملاً مع القاتل.
وتأتي تظاهرة الأردنيين، اليوم الجمعة، بعد أكثر من عام على منع السلطات تنفيذ احتجاجات على مقربة من السفارة الإسرائيلية، عندما عمدت في العام 2015 إلى تسييج ساحة يستعملها المتظاهرون ضد السفارة، وما تبعها من قمع فعالياتهم.