وقالت الصحيفة الأميركية، إن قطر، هي الخيار الوحيد أمام الحكومات الغربية، من أجل الدخول في حوار حول قضية أفغانستان وإجراء محادثات سلام.
وبينت الصحيفة أن قطر سهلت عقد اجتماعات بين "طالبان" والعديد من الدول والمنظمات الأخرى، بما في ذلك وزارة الخارجية الأميركية والأمم المتحدة واليابان، والعديد من الحكومات الأوروبية والمنظمات غير الحكومية، من أجل تعزيز إجراء محادثات سلام.
وكشفت أن اقتراح إغلاق المكتب، أغضب كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية، الذين يعملون حول قضايا الجنوب الآسيوي، إذ يعتبر هؤلاء أن هذا الاقتراح يفوت الفرصة الأساسية للحل.
وتؤكد الحكومات الغربية وحلف شمال الأطلسي باستمرار، أن الحرب التى تقودها الولايات المتحدة منذ 16 عاماً في أفغانستان لن تنتهي إلا من خلال محادثات السلام مع "طالبان". ومع ذلك، تحدث ترامب في بيانه السياسي بشأن أفغانستان في 21 أغسطس/آب، وخطابه أمام الأمم المتحدة في 19 سبتمبر/أيلول، عن حلّ عسكري، من خلال انتشار ثلاثة آلاف جندي أميركي إضافي في أفغانستان، ليصل بذلك إجمالي عدد الجنود من الولايات المتحدة وحلف الأطلسي إلى حوالى 16 ألف جندي، بحسب ما تشير الصحيفة.
ورأت الصحيفة أن ترامب انتقد في الوقت نفسه "بناء الأمة"، ولم يقدم سوى دعم اقتصادي لا يذكر للحكومة الأفغانية، ولم يبد اهتماما بمحادثات السلام أو بمبادرة دبلوماسية لإنهاء الحرب. كما قالت إدارته إنها تستعد لإلغاء الضوابط التي حددها الرئيس السابق، باراك أوباما، على ضربات الطيران الأميركي.
وبحسب الصحيفة، فإن ترامب يسعى إلى إغلاق مكتب "طالبان" في قطر جزئياً، لأنه يرى أنه فشل في إدارة أوباما. ويريد أيضاً أن يحقق انتصاراً ضدّ "طالبان" مع زيادة دعمه المملكة العربية السعودية في حصارها على قطر، للتأثير في الخليج. من جانبه، يخشى الرئيس الأفغاني من أن استمرار وجود المكتب يقوض رئاسته، ويسمح للدول الأخرى بالتحدث إلى الجماعة بدون تنسيق معه، بحسب الصحيفة.
وتنقل الصحيفة عن بيان للمعارضة الداخلية إن إغلاق مكتب قطر سيقلل من فرص تحقيق تسوية سياسية مع طالبان، وسيضائل أمل التوصل إلى نهاية سلمية للحرب، ويجعل تخليص الولايات المتحدة لنفسها من أفغانستان صعبا.
وتوقعت الصحيفة أن خطوة الولايات المتحدة لإغلاق المكتب سوف تؤدي إلى مزيد من المشاكل. إذ إن نقل مسؤولي التنظيم من قطر إلى باكستان، حيث يقيم معظم قادة طالبان، سيزيد من الانتقاد الغربي بخصوص الدعم الباكستاني لهم.
وعلى أية حال، فإن إسلام آباد سترفض غالبا استضافتهم، بحسب كاتب التقرير. وحاليا، تقول الصحيفة إن الأمم المتحدة والدول الأخرى بما في ذلك الصين وروسيا وإيران تعقد اجتماعات منتظمة مع "طالبان" في قطر. وتتساءل أين ستعقد هذه الاجتماعات في المستقبل؟ مشيرة إلى عواقب إغلاق المكتب.
وتخلص الصحيفة إلى أن إغلاق مكتب "طالبان" في قطر، إضافة إلى منهج ترامب في التعامل مع المبادرات الدولية للتسويات السياسية، سيزيد من النقد الدولي الموجه للرئيس الأميركي. وبهذه الخطوة، فإن إدارة ترامب حسب وصف "فايننشال تايمز" تسدّ سبل حل النزاعات، في الوقت الذي تحتاج فيه إلى فتحها.
وكانت عدة تقارير، قالت في وقت سابق إن الرئيس الأميركي يضغط من أجل إغلاق مكتب "طالبان" في قطر، لكن معظمها لم ينتبه إلى أن المكتب مغلق من الأساس، بعد احتجاج عناصر "طالبان" على غياب الرغبة الأميركية في إجراء تباحث جدي بخصوص التسوية السياسية.
ولم تُعلن الدوحة آنذاك رسمياً إغلاق المكتب، كما لم تعلّق على إعلان حركة "طالبان" إغلاقه.
وكان وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، قد أعلن يوم أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة ستقرر قريباً إن كانت ستبقي مكتب حركة "طالبان" في قطر مفتوحاً من عدمه، مضيفاً أنه ينظر في من يمثل الحركة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وقال ماتيس بجلسة في مجلس الشيوخ "أجريت أنا ووزير الخارجية ريكس تيلرسون ثلاثة اتصالات خلال الأيام العشرة الماضية بخصوص هذه القضية... وهو يسعى للتأكد من أن لدينا (ممثلي طالبان) الحقيقيين.. حتى لا يكون مجرد مكتب قائم".