عُثر على 20 جثة مقطوعة الرأس في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار العراقية، بحسب ما أفادت مصادر طبية، اليوم الأربعاء. وأكّد زعماء قبليون أن المجزرة وقعت في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات "الحشد الشعبي" في المدينة، في وقتٍ حذّر فيه مجلس الأمن الدولي من عمليات انتقامية في المدينة.
وقال طبيب في مستشفى الفلوجة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الكوادر الصحية عثرت على جثث الضحايا في حي الضباط شرقي المدينة"، لافتاً إلى "تعرّض أجساد القتلى للتعذيب والتشويه، قبل قتلهم وقطع رؤوسهم".
وأضاف أنه تم "التعرّف بصعوبة على هوية بعض الجثث"، مشيراً إلى أنهم من المدنيين النازحين، الذين حاولوا الهروب باتجاه سيطرة الموظفين شرقي الفلوجة، لإكمال طريقهم نحو بغداد.
وفي هذا السياق، أكّد عضو مجلس أعيان الفلوجة، عبد الرحمن الجميلي، أن منطقة حي الضباط التي وُجدت فيها الجثث تخضع لسيطرة مليشيات "الحشد الشعبي"، كما شهدت زيارة قادة مليشيات عراقية وإيرانية متكررة خلال الأيام الماضية، مطالباً الحكومة بالتحقيق الفوري العاجل في المجزرة، وتقديم مرتكبيها للقضاء، لضمان عدم تكرارها في المستقبل.
كذلك، أكّد جهاز مكافحة الإرهاب العثور على جثث مقطوعة الرأس في الفلوجة، مرجحاً أن تكون لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ولفت إلى قيام التنظيم بتشويه جثث قتلاه، كي لا يتم التعرف على هويتهم.
إلى ذلك، اتّهم تحالف القوى العراقية، الشرطة الاتحادية العراقية، بالاتفاق مع بعض فصائل مليشيات "الحشد" على دخول مدينة الفلوجة، في محاولة للالتفاف على قرار الحكومة بعدم السماح للمليشيا بالدخول إلى هناك. مبيناً، في بيان، أن مليشيات "الحشد" ارتكبت خروقات غير قليلة، وانتهاكات جسيمة، خلال تعاملها مع المدنيين العزل.
كما اتّهم مسؤولون حكوميون ومحليون، مليشيات عراقية وإيرانية بارتكاب عمليات قتل ممنهج وإعدام جماعي بحق المدنيين الفارين من الفلوجة، فيما لا يزال مصير المئات من النازحين الذين اعتقلتهم المليشيات مجهولاً.
دولياً، حذّر مجلس الأمن من احتمال قيام جماعات شبه عسكرية بعمليات انتقامية في مدينة الفلوجة، داعياً الحكومة العراقية إلى حماية المدنيين الفارين من المدينة.
ودعا مجلس الأمن، في ختام مشاورات مغلقة، ليل أمس الأربعاء، الحكومة العراقية، إلى حماية المدنيين الفارين من الفلوجة من أعمال انتقامية محتملة قد تنفذها جماعات شبه عسكرية، معرباً عن قلقه من الوضع الصعب الذي يمر به عشرات الآلاف من النازحين.
ونقلت قناة "فرانس 24" عن السفير الفرنسي، فرانسوا دولاتر، الذي يترأس المجلس، قوله إنه من الأهمية أن تضمن الدولة العراقية عدم ارتكاب أية عملية ابتزاز أو انتقام ضد المدنيين، من قبل جماعات شبه عسكرية، مبيناً أن تنظيم "داعش" خسر نحو 45 في المائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها بالعراق في أوج تمدده.
كما طالب دولاتر جميع الأطراف، باحترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، مشدّداً على ضرورة عدم السماح بمضاعفة معاناة الفارين من معارك الفلوجة ومحيطها.
إلى ذلك، نفى المتحدث باسم التحالف الدولي، كريستوفر غارفر، تصريحات الجيش العراقي التي أكّد فيها سيطرته على الفلوجة الأسبوع الماضي، مؤكّداً أن القوات العراقية تسيطر على ثلث المدينة فقط.
وأشار غارفر إلى استمرار الاشتباكات مع "داعش" في المناطق التي لا تزال تحت سيطرته، متوقعاً أن يواجه الجنود العراقيون مقاومة عنيفة.
وأضاف، في تصريح صحافي، أنّ "خط الدفاع لدى التنظيم لم يكن متماسكاً حول المدينة كما في داخلها"، مبيناً أنّ الجيش العراقي سيواجه أشرس المعارك وسط الفلوجة.
وتتناقض تصريحات التحالف الدولي التي تشير إلى استعادة السيطرة على ثلث الفلوجة، مع بيانات الجيش العراقي التي أشارت إلى سيطرته على أكثر من 80 في المائة من المدينة.