وقد اتهمت الحكومة اليمنية عناصر من جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) بالوقوف وراء "محاولة الاغتيال".
ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر أممي، فضل عدم الكشف عن هويته، قوله إن "موكب ولد الشيخ تعرض لهجوم من قبل محتجين ضد الأمم المتحدة، بجانب مطار صنعاء الدولي، عصر اليوم"، دون الإشارة إلى هويتهم.
وأضاف المصدر إلى أن وحدات من "الأمن الوطني" (تابعة للحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح)، كانت ترافق موكب المبعوث الأممي وقت الحادثة.
وأسفر الهجوم، بحسب المصدر، عن تعرض سيارتين في الموكب للرصاص، بينها سيارة المبعوث الأممي، وسيارة أخرى خاصة بمرافقيه، دون إصابة ولد الشيخ أو أحد من مرافقيه.
وأشار إلى أنه تم إخراج ولد الشيخ وفريقه ومرافقيه من موقع الحادثة، و"هم الآن في أمان في مقر الأمم المتحدة بصنعاء".
من جانبها، اتهمت الحكومة اليمنية عناصر من "الحوثيين" بـ"محاولة اغتيال" المبعوث الأممي.
وقالت وزارة الخارجية، في تصريح نشرته الوكالة اليمنية الرسمية (سبأ)، إن "عناصر تابعة للانقلاب (الحوثيين) استهدفت ولد الشيخ بإطلاق النار مباشرة على سيارته وسيارة مرافقيه قرب مطار صنعاء الدولي، ما أدى لإصابة السيارتين".
وأضافت الخارجية أن "الاعتداء البربري على المبعوث الأممي تتحمل كامل مسؤوليته قوى الانقلاب، حيث لا يمكن لأي طرف أن ينفذ اعتداء كهذا في قلب العاصمة صنعاء، التي تحكمها القوى الانقلابية بالحديد والنار، دون ترتيب وتنسيق مسبق مع القيادات العليا لقوى الانقلاب".
وذكرت أن "الاعتداء يأتي في الوقت الذي يبذل ولد الشيخ مساعيه من أجل السلام، وتجنيب المواطنين اليمنيين ويلات الحرب، وخاصة مع قدوم شهر رمضان، ويمثل أعلى درجة من الاستخفاف والتحدي للمجتمع الدولي من قبل هذه المليشيات التي لا تؤمن بالسياسة أو الحوار لحل الوضع القائم في اليمن".
وقالت: "على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يدركا أن من يعتدي على ممثل أممي لن يتخلى عن نهجه العدواني تجاه الشعب اليمني وجيرانه".
ولم يصدر الحوثيون، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، أي تعليق فوري على تعرض المبعوث الأممي لمحاولة اغتيال.
وتجاهلت وسائل الإعلام التابعة للحوثيين، حتى لحظة تحرير الخبر منتصف ليل الاثنين، نبأ وصول المبعوث الأممي إلى صنعاء.
وكان مسؤول حوثي قد أعلن، قبل يوم من زيارته، أن الوفد المفاوض أبلغ ولد الشيخ أنه لن يستقبله قبل حل أزمة المرتبات.
وأفاد شهود عيان، في وقت سابق اليوم، أن موكب المبعوث الأممي تعرض للرشق بعلب مياه فارغة من قبل متجمهرين حوثيين عقب خروجه من مطار صنعاء باتجاه مقر إقامته في المدينة، بعد اتهامات له بالعجز عن رفع الحصار عن المطار الذي يفرضه "التحالف العربي" منذ 9 أغسطس/آب الماضي.
وذكر الشهود أن الحراسة المرافقة للموكب أطلقت النار لتفريق المتجمهرين الحوثيين.
وكان ولد الشيخ وصل صنعاء، اليوم، في زيارة هي الأولى منذ يناير/كانون الثاني العام الجاري.
وتزامن وصول ولد الشيخ إلى صنعاء مع هجوم إعلامي شنته جماعة الحوثي عليه، إذ تتهمه بالانحياز لدول "التحالف"، وهو ما نفاه المبعوث الأممي في حديث للصحافيين بمطار صنعاء، قائلا: "رسالتنا للشعب اليمني أننا سنبقى حياديين ونسعى وراء السلام (..) موقف الأمم المتحدة محايد ولسنا مع أي طرف مهما قيل وما سيقال".