ردّت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على الالتماس الذي قدّمه محامو "هيئة الجدار والاستيطان" الفلسطينية، بخصوص الأمر الاحترازي بمنع هدم مساكن الفلسطينيين البدو في تجمع الخان الأحمر البدوي، بالرفض والمضي في إجراءات الإخلاء والترحيل، فيما أعلن بدو فلسطين، أنهم لن يقبلوا بهدم التجمع وأنهم سيقفون في الصف الأول إلى جانب سكانه.
وقال الناشط في الهيئة عبد الله أبو رحمة، لـ"العربي الجديد"، إن محامي الهيئة أبلغهم برد الحكومة السلبي، المقدم الخميس الماضي، للمخطط الهيكلي للتجمع، وأبلغت المحكمة رفضها القبول بالالتماس، والأمر الآن متوقف على قرار المحكمة غدا أو خلال الأيام القليلة القادمة.
ولفت إلى أن المحكمة لم تصدر قرارها حتى الآن، والقرار قد يكون استجابة لقرار الحكومة، أو دراسة طلب المحامين، أو التأجيل.
وأعلن أبو رحمة أن نشطاء المقاومة الشعبية أعلنوا عن اعتصام مفتوح لحماية الخان الأحمر، في خيمة نصبت خصيصا هناك، وأن المبيت سيبدأ اعتبارا من هذه الليلة، وحتى تراجع الاحتلال عن قراره أو مواجهته ميدانيا.
ودعا الشارع الفلسطيني إلى ضرورة التوجه بالآلاف لدعم صمود أهالي وحماية التجمع، كون إنقاذه ينقذ 46 تجمعا بدويا ينوي الاحتلال هدمها في الأراضي الفلسطينية.
وكان محامو هيئة الجدار والاستيطان الفلسطينية قد تمكنوا، مساء أمس الإثنين، من انتزاع قرار جديد من محكمة العدل العليا الإسرائيلية، يقضي بقبول التماسٍ يمنع ترحيل أهالي تجمع الخان الأحمر البدوي، شرقي مدينة القدس المحتلة، بشكل مؤقت.
ونصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، بيوتاً متنقلة في منطقة بوابة القدس، قرب بلدة أبوديس، جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة، وهي البيوت البديلة التي ينوي الاحتلال تهجير بدو تجمع الخان الأحمر البدوي إليها.
بدو فلسطين: الخان الأحمر لن يهدم
في سياق مواز، أعلن بدو فلسطين، خلال مؤتمر جمع وجهاء من العشائر البدوية، وشخصيات سياسية ودينية فلسطينية، جاءوا إلى تجمع الخان الأحمر البدوي شرقي مدينة القدس المحتلة، أنهم لن يقبلوا بهدم التجمع وسيقفون في الصف الأول إلى جانب سكانه.
المؤتمر خرج ببيان أكدت فيه عشائر البدو أنهم يقفون مع تجمع الخان الأحمر، وسيدافعون عنه، ولن يتخلوا عنه مهما كانت النتيجة، في الوقت الذي أكدوا فيه أيضا وقوفهم خلف القيادة الفلسطينية في رفض صفقة القرن المزعومة.
وقالت العشائر في بيان تلي في ختام المؤتمر، أن البدو "أينما كانوا لن يتخلوا عن الأرض الفلسطينية، وسيواجهون ما داموا أحياء على قيد الحياة، وأن الصمود وحده من سيقف في وجه الجرافات التي تحاول هدم التجمعات البدوية على غرار الخان الأحمر الفلسطيني".
وأجمعت العشائر في بيانها على رفض التهجير بأشكاله، في الوقت الذي طالبوا فيه بالمصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وتأمين الحماية للشعب الفلسطيني عامة والتجمعات البدوية المهددة بالهدم والترحيل بشكل خاص.
من جهته، قال الشيخ صياح الطوري شيخ قرية العراقيب التي تعرضت للهدم عشرات المرات في النقب الفلسطيني بالداخل الفلسطيني المحتل خلال كلمة له في المؤتمر، إنه جاء "كون البدو الفلسطينيين في العراقيب شعروا بمأساة تجمع الخان الأحمر، ومأساة كل فلسطيني في كافة أنحاء البلاد، كون بدو العراقيب عاشوا هذه المأساة وعانوا من حرب الجرافات الإسرائيلية التي استخدمت سياسة فرق تسد".
وأضاف خلال كلمة له في المؤتمر أنه على الشعب الفلسطيني، سواء كان في النقب أم في الضفة الغربية المحتلة، التضامن مع بعضهم بعضا، في الوقت الذي ناشد فيه العرب بـ"تضامن سليم وصادق".
من جهتها، قالت البدوية وفاء زبيدات، التي جاءت ممثلة عن بدو عرب الزبيدات في الجليل الأعلى، خلال كلمة مقتضبة بالمؤتمر أنها هنا "لدعم النساء الفلسطينيات، ولا سيما اللواتي تعرضن للقمع والتنكيل في الخان الأحمر قبل عدة أيام".
وأكدت بلهجتها البدوية أن المرأة البدوية معروفة بقوتها وصمودها، وأنها قادرة على المواجهة والوقوف في وجه الجرافات.
أما الشيخ نواف الرماضين ممثل بدو الرماضين في جنوب مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، فقال خلال كلمته أيضا إن البدو الفلسطينيين هم خط الدفاع الأول عن المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، لذلك يجب تخطي دور الفصائل والمنظمات، والعمل كشعب واحد في مواجهة تلك الآليات التي تترصد بالمساكن والتجمعات البدوية.
وأكد الرماضين أن وجوده مع عدد من أهالي منطقته جاء ليعلن لأهالي الخان الأحمر وقوفهم معهم، وأنهم على استعداد تام للمواجهة جنبا إلى جنب في وجه جرافات الاحتلال، بالإصرار والإرادة.
وطالب الرماضين بدعم حقيقي للبدوي الفلسطيني من أجل الصمود والبقاء، مطالبا بعدم تجاهلهم في المجلس الوطني الفلسطيني، وعدم تجاهل حقوقهم من أجل دعمهم في المواجهة والحفاظ على الأرض.
وليد عساف مسؤول هيئة الجدار والاستيطان، أعلن خلال المؤتمر عن أكبر حملة مبيت في الخان الأحمر حتى إشعار آخر، "في ظل تواصل الجهود الدبلوماسية المستخدمة، وحالة الاستنفار السياسي الفلسطينية إلى جانب الجهد الشعبي، والمعركة القانونية التي يخوضها محامي الهيئة".
وأكد أن الهيئة تعد ملفا من خلال طاقم محامين مختصين، لملاحقة جنود الاحتلال الذين سيشاركون في عملية التهجير، وأنه يجري التحضير لذلك، مخاطبا جنود الاحتلال بأنه سيتم ملاحقتهم وضباطهم وقادتهم ومحاكمتهم في المحاكم الدولية.
في المقابل، أكد المتحدث باسم تجمع الخان الأحمر عيد أبو داهوك أن أهالي التجمع لن يرحلوا عن أرضهم، وسيتصدون للجرافات، بالرغم من المعركة الشديدة التي يخوضها الاحتلال ضدهم، والتي وصلت في الوقت الراهن إلى ذروتها.
وأعلن عن نية أهالي التجمع المواجهة، مطالبين الجميع في الشارع الفلسطيني بـ"دعم صمود أبناء هذه القبائل البدوية، التي تشكل مساحة 62% من أراضي الضفة الغربية المحتلة، والتي إذا ما تم تهجير سكانه سيتم تنفيذ مشروع خطر يسمى بمشروع القدس الكبرى الذي سيربط القدس بالبحر الميت من دون وجود عربي فلسطيني".