صعّد متظاهرو محافظة البصرة، اليوم الخميس، لهجتهم ولوحوا باقتحام المباني الحكومية في المحافظة، الواقعة جنوبي العراق، على خلفية قيام القوات العراقية باستخدام القوة لفض الاعتصامات والاحتجاجات.
وقال عضو بتنسيقيات البصرة إن المئات من متظاهري بلدة الهوير، شمال البصرة، واصلوا احتجاجهم بعد ظهر اليوم، بعد التعامل القاسي للقوات العراقية مع المتظاهرين، مشيراً لـ"العربي الجديد"، إلى وجود غضب عارم في صفوف المتظاهرين بعد مقتل أحد المحتجين الذي تعرض للتعذيب على يد قوات الأمن.
ولفت إلى وجود تواطؤ من قبل السلطات المحلية في البصرة مع القوات التي اعتدت على المحتجين، مبينا أن الاستمرار بالتغاضي عن انتهاكات القوات العراقية سيدفع بالتظاهرات إلى اقتحام المباني الحكومية المتهمة بالتقصير، والبقاء فيها حتى تغيير قادتها.
وأوضح أن المطالب ستركز في المرحلة المقبلة على إقالة المسؤولين والضباط وعناصر الأمن الذين تطاولوا على المتظاهرين، مبينا أن أوساط حركة الاحتجاج في البصرة متذمرة بشكل كبير من هذه التصرفات.
إلى ذلك، قال رئيس اللجنة الأمنية في بلدة الهوير، علي فالح، إن القوات العراقية تحاول تعزيز الاستقرار في البلدة، مبينا في تصريح صحافي، أن المتظاهرين لم يقتحموا المباني الحكومية في احتجاجاتهم التي انطلقت الخميس، احتجاجا على قتل متظاهر بنيران القوات العراقية.
وأشار إلى أن بعض قطعات القوات العراقية بدأت بالانسحاب من شوارع بلدة الهوير التي تشهد توترا منذ يوم أمس.
في الأثناء، نظم مئات العراقيين المستبعدين من التعيين في شركة الموانئ العراقية العاملة في البصرة، تظاهرة تطالب وزير النقل، كاظم فنجان، بالنظر في أسباب استبعادهم من التعيينات.
وقال كريم ناظم، وهو أحد المتظاهرين، إن لجنة التعيينات وفرت فرص عمل لمائة متقدم فقط، واستبعدت الآخرين، مشيرا في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى وجود تلاعب في التعيينات التي تمت وفقا للمحسوبية، بحسب قوله.
وأضاف أن "حدوث مثل هذا التلاعب يثبت أن حديث السلطات العراقية عن تخصيص درجات وظيفية، لا يتجاوز كونه محاولات لتهدئة المتظاهرين"، مبينا أن التظاهرات ستستمر حتى الاستجابة لجميع المطالب.
إلى ذلك، نأى وزير النقل العراقي بنفسه عن مسألة إقصاء المتقدمين للتعيين في شركة الموانئ العراقية، مبينا في حديث إذاعي، أن إقصاءهم تم بأمر من المفتش العام لوزارة النقل، بحسب قوله.
وأضاف وزير النقل العراقي أن المسألة تسببت بإثارة ضجة كبيرة ضده، واتهم على أثرها بالفساد.
وتشهد البصرة ومدن جنوبية عراقية أخرى حركة احتجاجات واسعة منذ الثامن من الشهر الماضي، قابلتها القوات العراقية بالقوة التي تسببت بمقتل وإصابة متظاهرين.