دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم الإثنين، دول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس الشرقية.
وخلال مؤتمر صحافي مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، أضاف عباس أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لن يكون عقبة في وجه السلام.
ومضى قائلا إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيجعل لدى الشعب الفلسطيني الحافز والأمل بأنه يسير نحو حل سياسي للقضية الفلسطينية.
وتأتي دعوة عباس في ظل غضب يسيطر على الفلسطينيين منذ إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اعتبار القدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة مزعومة لإسرائيل، القوة القائمة باحتلال القدس الشرقية منذ عام 1967، في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.
كما دعا الرئيس الفلسطيني الاتحاد الأوروبي إلى المساهمة في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية على أساس الشرعية الدولية.
وتابع: "تحصل عقبات هنا وهناك، ولكن ذلك لن يثنيا عن الإيمان بأن الطريق الوحيد للسلام هو المفاوضات بمشاركة وإشراف دولي".
والمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي متوقفة منذ إبريل/ نيسان 2014، جراء رفض الاحتلال وقف الاستيطان والقبول بحدود ما قبل حرب يونيو/ حزيران 1967 أساساً لحل الدولتين.
وأكد عباس التزامه بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، ودعاها في المقابل إلى الالتزام بها قائلا: "لا يجوز أن يكون طرف ملتزم بتلك الاتفاقيات، دون الطرف الآخر".
كما دعا إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بفلسطين.
وقدم عباس الشكر لدول الاتحاد الأوروبي لدعمهم المالي والسياسي لفلسطين، ووصفهم بالشركاء والأصدقاء.
بالمقابل ندد بقطع المساعدات عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا).
وجمدت إدارة ترامب، الأربعاء الماضي، 65 مليون دولار، وهي أكثر من نصف مساعداتها للوكالة، بدعوى رغبة واشنطن في إعادة النظر في هذه المساعدات.
وحذر عباس من أن "قطع المساعدات يعني أن نترك اللاجئين يلقون حتفهم وحدهم، وندعهم لكي تتلقفهم المنظمات الإرهابية أو للهجرة إلى بلدان لا تريدهم".
بدورها، جددت موغريني الإعراب عن التزام الاتحاد الأوروبي بحل الدولتين، على أساس المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتابعت بقولها: "نعمل مع الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) للوصول إلى حل واتفاق لقيام دولة فلسطينية".
وأردفت: "قطاع غزة على أجندتنا، ويجب أن يكون تحت سلطة واحدة شرعية، وسنكون متواجدين على معبر رفح (البري بين غزة مصر) في حال طلب منا ذلك".
ويعاني قرابة مليوني نسمة من أوضاع معيشية متردية للغاية في غزة، جراء حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أكثر من عشر سنوات.
وشددت موغريني على أن "الاتحاد الأوربي سيبقى الداعم الأكبر للفلسطينيين، وسنستمر في دعم وكالة الإغاثة (أونروا)، ليتمكن الفلسطينيون من الحصول على التعليم والصحة، وغيرهما من الحقوق".
ووصل عباس إلى بروكسل، أمس، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، يلتقي خلالها وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي.
(الأناضول)