وعرض ماكرون على نظيره "أولويات" فرنسا، وهي مواصلة قتال تنظيم "داعش" الإرهابي، و"حماية المدنيين، ووصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وبدون معوقات إلى المدنيين"، بحسب بيان صادر عن الإليزيه.
ووفق الرئاسة الفرنسية، فإنّ "آلية التنسيق الفرنسية الروسية حول سورية، يجب أن تسمح بالتقدم في هذا الاتجاه، مع مجمل اللاعبين المعنيين الآخرين".
ورأى البيان، بحسب ما أوردت "فرانس برس"، أنّ "الوضع في سورية لا يزال متدهوراً جداً مع مخاطر كبيرة على الأمنين الإقليمي والدولي".
بالإضافة إلى حماية المدنيين، قال ماكرون إنّ أولوية فرنسا هي "مواصلة القتال ضد تنظيم "داعش" الذي يقوده التحالف الدولي وحلفاؤه على الأرض حتى إنهائه، ومكافحة المجموعات الإرهابية التي حددها مجلس الأمن الدولي".
أما الأولوية الأخرى بالنسبة لماكرون، فهي "البحث عن حلّ سياسي عن طريق المفاوضات وبرعاية الأمم المتحدة، وهو الوحيد الذي سيضمن انتصاراً دائماً على داعش، كما يؤمن الاستقرار وعودة اللاجئين إلى بلادهم".
وشدد ماكرون "في هذا الإطار على الجهود الضرورية لفتح الطريق أمام إصلاح دستوري، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف الأمم المتحدة".
من جهته، أورد الكرملين، في بيان، أنّ الرئيس الروسي أبلغ نظيره الفرنسي "معلومات عن تحضير المقاتلين المسلحين لاستفزازات عبر استخدام مواد كيميائية سامة"، بحسب البيان، في محافظة إدلب بشمال غرب سورية.
وأضاف الكرملين، بحسب ما ذكرت "فرانس برس"، أنّ بوتين أبلغ ماكرون أيضاً أنّه تم التوصل إلى "تفاهمات"، الخميس، خلال قمة سوتشي في روسيا جمعت، الخميس، الرؤساء الروسي والإيراني والتركي، لإحراز تقدّم في عملية السلام في سورية.
وتكرر روسيا مزاعمها حول هجوم كيميائي محتمل في إدلب، وسط مواصلة تهديداتها للمحافظة بحجة القضاء على من تسميهم "الإرهابيين".
ونفت مصادر تركية مطلعة تحدثت لـ"العربي الجديد"، تقديم الجانب التركي، خلال قمة سوتشي، أي عرض لحل أزمة وجود "هيئة تحرير الشام" (التي تشكّل جبهة النصرة عمودها الفقري) في محافظة إدلب، من أجل نزع فتيل الأزمة في المنطقة.
وأدى قصف النظام السوري المستمر على ريف إدلب، اليوم السبت، إلى مقتل 16 مدنياً، بينهم ثمانية أطفال، في مدينة خان شيخون، جنوبي المحافظة.
إلى ذلك، ذكر الكرملين أنّ بوتين وماكرون، تطرّقا أيضاً إلى الوضع في أوكرانيا، وقد لفت بوتين في هذا السياق إلى "حملة مناهضة لروسيا أطلقتها كييف استعدادا للانتخابات الرئاسية، في مارس/آذار المقبل" في أوكرانيا.
واعتبرت الرئاسة الروسية أنّ "ما يقوم به الجانب الأوكراني، وخصوصاً قراره عدم السماح بمراقبين روس خلال الانتخابات، إضافة إلى رفضه إقامة مراكز تصويت في روسيا، يتنافى والمعايير الديموقراطية" التي حددتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وتشهد العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، أزمة غير مسبوقة منذ خمسة أعوام، بعد ضم موسكو القرم واندلاع نزاع دام بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو.