في أول رد فعل على التظاهرات المناوئة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي شهدتها بعض مناطق محافظة الجيزة، مساء الأربعاء، أعلنت وزارة الداخلية، اليوم الخميس، مقتل سبعة "إرهابيين" وإصابة ضابط، في تبادل لإطلاق النار بين الشرطة و"مجموعة من المتطرفين" بالمنطقة.
ونظم المئات من الرافضين لحكم السيسي في جزيرة الوراق بالجيزة، منتصف ليل الأربعاء، مسيرة احتجاجية حاشدة، أطلقوا فيها أبواق السيارات، وطرقوا على الأواني، وسط تفاعل كبير من أهالي الجزيرة، التي شهدت محاولة فاشلة لاقتحامها، قبل عام ونصف، لإخلائها من السكان، وطرح أراضيها للبيع أمام المستثمرين.
وادّعت وزارة الداخلية، في بيان، اليوم الخميس، أنّ معلومات توافرت لديها بصدور تكليفات للمجموعات المسلحة التابعة لجماعة "الإخوان المسلمين" بتنفيذ عمليات عدائية داخل البلاد، زاعمة أنّ مجموعة "حسم" الإرهابية كانت تعتزم تنفيذ عمل عدائي بزرع عبوة ناسفة في محافظة الجيزة، و"تم التعامل مع هذه المعلومات، وإحباط المخطط".
وأضاف البيان أنّ "معلومات وردت لقطاع الأمن الوطني تفيد بصدور تكليفات لعناصر المجموعات المسلحة التابعة لجماعة الإخوان لتنفيذ سلسلة عمليات عدائية، تزامناً مع الدعوات التي تطلقها المنابر الإخوانية الإعلامية للجماعة خلال الفترة الحالية، لإحداث حالة من الفوضى بالبلاد".
وأطلق الإعلامي المصري المعارض من الخارج معتز مطر، حملة "اطمن أنت مش لوحدك" نهاية فبراير/شباط الماضي، للتضامن مع معارضي نظام السيسي، وهو ما ردّت عليه الأجهزة الأمنية باقتحام منزل والدته وأشقائه، وتكسير محتوياته، فضلاً عن إخفاء اثنين من أشقائه مع زوجتيهما، وأربعة من أبنائهما، عقب خروجهم من "النادي الأهلي" بضاحية مدينة نصر، شرقي القاهرة.
وتابع بيان الداخلية أنّ "المعلومات الواردة أكدت أنّ مجموعة من عناصر حركة (حسم) الإرهابية يعتزمون تنفيذ عمل عدائي بزرع إحدى العبوات بالجيزة مستقلين سيارة ربع نقل، ومرتدين زي عمال كهرباء للتمويه، واتخاذهم أحد الأوكار التنظيمية بمنطقة السادس من أكتوبر وكراً لتصنيع تلك العبوات".
وادّعى البيان أنّ "القوات اشتبهت في سيارة ربع نقل بيضاء اللون، وحال اقترابها من أحد الأكمنة، بادر مستقلوها بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات، ما دفعها للتعامل مع مصدر النيران".
وأسفر ذلك، وفق البيان، "عن إصابة أحد الضباط، ومصرع مستقلي السيارة، وهم 3 أشخاص يرتدون ملابس عمال كهرباء، والعثور بحوزتهم على بندقية آلية، وطبنجة، وطلقات نارية، وعبوة ناسفة معدة للتفجير، وبعض الكابلات الكهربائية".
و"أسفرت عمليات التتبع عن تحديد الوكر الإرهابي، وتبين أنّه شقة سكنية بأحد العقارات التي تم اقتحامها، وجرى تبادل إطلاق النار مع العناصر المتواجدة بداخلها، ما أسفر عن مصرع 4 أشخاص (جار تحديد هوياتهم)، والعثور بحوزتهم على كميات من المواد المتفجرة، وبعض أدوات التصنيع، وكيس رولمان بلي، و3 أجهزة ريموت كنترول، وقناعين غاز، و(ميموري كارد)، وبعض الأوراق التنظيمية الخاصة بجماعة الإخوان، و3 بنادق آلية، وأفارول عمال، وخوذتين"، على حد مزاعم وزارة الداخلية المصرية.
وكانت قوات الأمن المصرية، قد اعتقلت العشرات من الشباب، في أعقاب تظاهرات محدودة في محيط وسط القاهرة، يوم الجمعة الماضي، على خلفية تجدد دعوات النزول إلى ميدان التحرير (أيقونة الثورة المصرية)، رفضاً لشروع مجلس النواب في تعديل الدستور لتمديد فترة حكم السيسي حتى عام 2034، في ظل تردي الأوضاع المعيشية التي تشهدها البلاد.
ودأبت الداخلية المصرية على إعلان تصفية مجموعة من "الإرهابيين" في "أحد الأوكار" في بياناتها الرسمية، بينما يظهر لاحقاً أنّ بعض أو كل هؤلاء الضحايا من المعارضين المختفين قسرياً، الذين تحتجزهم قوات الأمن داخل مقارها بشكل غير قانوني، وتقتل بعضهم بين آن وآخر بزعم أنّهم "إرهابيون".
وسبق ووثّقت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان" (مؤسسة حقوقية دولية) نحو 157 حالة تصفية جسدية لمواطنين خارج إطار القانون، خلال الفترة من يوليو/تموز 2013، وحتى يوليو/تموز 2017. ويجمع بين تلك الحالات اختلاق روايات وهمية حول مقتلهم تحت دعوى تورطهم في مواجهات مع قوات الأمن.