وفي جلسة الافتتاح، اليوم الاثنين، قال وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمنوف، إنّ بلاده ترى أنّ "المفاوضات المبنية على التفاهم والثقة المتبادلة" هي السبيل الوحيد لتسوية الأزمة السورية، معتبراً أنّ "لقاء اليوم، يعكس ما يبذله المجتمع الدولي من جهود جبارة لتسوية الوضع في سورية بطرق سلمية".
وفي المواقف، قال رئيس وفد المعارضة السورية إلى أستانة محمد علوش، في كلمة بالجلسة الافتتاحية للمباحثات، إنّ "خيارنا الاستراتيجي هو الوصول للحل السياسي العادل الذي يضمن الحياة الكريمة للسوريين أمام سياسة القمع وصمت المجتمع الدولي".
وتابع "لم نأت للبحث عن السلطة أو النّفوذ بل لنعيد الأمن والسلام والطمأنينة للسوريين، ونفرج عن المعتقلين والمعتقلات، فهناك 13 ألف امرأة في سجون النظام".
وشدد علوش على أنّ "الخيار السياسي ليس الخيار الوحيد للسوريين، ونحن أتينا إلى هنا لتثبيت وقف إطلاق النار كمرحلة أولى لهذه العملية ولن نذهب لأي خطوة أخرى دون ذلك".
كما شدد على ضرورة تثبيت فوري لاتفاق وقف إطلاق النّار، وتجميد العمليات العسكرية في كل أنحاء سورية، والبدء بتطبيق الإجراءات الإنسانية المنصوص عليها في قرار الأمم المتحدة رقم 2254.
وأكّد أنّ "المليشيات التي تساند النظام وعلى رأسها حزب الله اللبناني، تقوم بعرقلة أي فرصة لوقف إطلاق النار، وهي منظمات يجب إضافتها إلى قائمة المنظمات الإرهابية".
وأوضحت مصادر في أستانة، لـ"العربي الجديد"، أنّ وفد المعارضة السورية لن يناقش سوى سبل إنقاذ وقف إطلاق النار خلال المباحثات، بالإضافة إلى إيصال المساعدات للمحاصرين والإفراج عن المعتقلين، ولن يدخل في أي نقاشات سياسية مع وفد النظام.
وبهذا الخصوص، قال المتحدث باسم وفد المعارضة يحيى العريضي، لوكالة "رويترز"، إنّ "النظام السوري له مصلحة في صرف الانتباه عن هذه القضايا"، مضيفاً أنّه "إذا كان النظام السوري يعتقد أنّ وجودنا في أستانة استسلام منا فهذا وهم".
وفي طهران، استبعد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أن تبحث لقاءات أستانة في أيّ من الملفات المتعلقة بسورية باستثناء قرار وقف إطلاق النار، قائلاً إنّ "الاجتماع سيكون مقدمة لجلسات حوار أخرى نأمل أن تنتهي بالتوصّل لحل سياسي".
واعتبر قاسمي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، اليوم الاثنين، أنّ ما يميّز محادثات أستانة "هو وجود ثلاثة لاعبين إقليميين فاعلين، يعملون معاً لتسهيل الحوار السوري السوري، بغية إيصاله لنتيجة إيجابية، تضمن استمرار تطبيق قرار وقف إطلاق النار".
وفي سؤال عن دور تركيا وموقف طهران منها رغم الخلافات السابقة بينهما حول سورية، قال قاسمي إنّ "تركيا بلد إقليمي هام وله دوره ومكانته في المنطقة"، مشيراً إلى "الدور الإيجابي الذي من الممكن أن تلعبه أنقرة في المحادثات، كونها بلداً جاراً لسورية وقدرتها على التأثير على طاولة مفاوضات أستانة"، حسب قوله. ورأى قاسمي أنّه "لا حاجة لتدخّل أي أطراف أخرى في أستانة، فتركيا وإيران وروسيا تلعب الدور الرئيس".
وتزامناً مع الحديث عن تثبيت وقف إطلاق النار في سورية خلال مباحثات أستانة، وقع جرحى مدنيون جرّاء غارة شنّها طيران النظام على ريف درعا، جنوبي سورية. وأفادت مصادر لـ"العربي الجديد"، بأنّ الطيران الحربي التابع للنظام شن غارتين على مدينة نوى في ريف درعا الغربي، ما أدى لوقوع إصابات بين المدنيين بجراح طفيفة وأضرار مادية.
كما استهدفت قوات النظام السوري بالرشاشات الثقيلة، حي طريق السد في مدينة درعا، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات.
وتضاربت الأنباء حول إجراء وفد المعارضة لمحادثات مباشرة مع وفد النظام السوري في أستانة، حيث نقلت مصادر لـ"العربي الجديد"، أنّ وفد المعارضة أصرّ على عدم إجراء محادثات مباشرة مع وفد النظام، مشيرة إلى موافقة كل من تركيا وروسيا على طلب وفد المعارضة.
في المقابل، نقل موقع "روسيا اليوم" عن عضو وفد المعارضة عبد الحكيم بشار، قوله للصحافيين إنّ "وفدي النظام والمعارضة سوف يجريان محادثات حول طاولة واحدة بحضور وسيط".
ولفت نائب وزير خارجية كازاخستان رومان فاسيلينكو، اليوم الإثنين، إلى أنّ أطراف محادثات أستانة بشأن سورية لم تتفق بعد على عقد اجتماعات مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة.
وقال فاسيلينكو، قبيل ساعات فقط من المحادثات، وفق ما نقلت وكالة "رويترز"، إنّ "مسألة الاجتماعات المباشرة لم تُناقش بعد".
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة الأناضول عن مصادر قولها إنّ "المباحثات المنعقدة في فندق ريكسوس بأستانة ستكون مباشرة بين وفدي المعارضة والنظام".
كما كشفت مصادر في أستانة، لـ"العربي الجديد"، عن وجود خلافات بين وفد المعارضة السورية ووفود الدول الراعية للاجتماعات حول صياغة البيان الختامي للمحادثات.
وذكرت المصادر أنّ وفد المعارضة مصرّ على أن يقتصر البيان الختامي للمحادثات على تثبيت وقف إطلاق النار، بدون صياغة أي مبادئ سياسية، كما شدّد الوفد على رفض ذكر أي دور لإيران في البيان، كضامن لوقف القتال.
وفي طهران، قال أمين لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني محمد جواد جمالي نوبندغاني، وفق ما نقلت عنه وكالة "مهر"، اليوم الاثنين، إنّ "على الوفد الإيراني أن يؤكد للمشاركين الآخرين ضرورة حفظ وحدة الأراضي السورية، وعدم قبول خيارات التقسيم".
وأضاف أنّ "المشاركين من المعارضة أو داعميها كانوا يشترطون في السابق رحيل بشار الأسد لاستمرار أي حوار، وهو ما اختلف في الوقت الراهن"، معتبراً أنّ إيران "لعبت دوراً ميدانياً غيّر المعادلات على الأرض في سورية، في وقت لم يكن فيه كثر يعترفون بأهميتها"، داعياً لـ"الاستفادة من قدرة إيران على لعب دور مؤثر في المباحثات"، وفق قوله.
وتجري المحادثات في العاصمة الكازاخستانية أستانة، برعاية تركية روسية وبمشاركة إيران والولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة لحضور مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا.