أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الخميس، أن بلاده لا ترى أنه من المناسب، قيام مسؤولين سياسيين في هذه المرحلة، بزيارة قاعدة إنجرليك، في إشارة إلى رفض حكومته طلب وزير الدولة الألماني لشؤون الدفاع بزيارة القاعدة، مشيراً إلى أن حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن التوجه لاستفتاء لتحديد مصير مباحثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ليس تهديداً للأخير.
وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع نظيره المالطي، جورج فيلا، قال جاووش أوغلو، إنه "بخلاف الجنود العاملين في قاعدة إنجرليك، فإننا لا نرى أن زيارة أي مسؤولين أمر مناسب، وهذا أمر واضح للغاية"، مضيفاً أن "جميع الوحدات العسكرية والهيئات التقنية المرافقة، تستطيع زيارة قاعدة إنجرليك، ولكن في هذه المرحلة، لا نرى الوقت مناسباً أن يزورها من هم ليسوا عسكريين وبالذات الساسة".
ويأتي الرفض التركي، في سياق توتر العلاقات بين الجانبين، إثر إقرار البرلمان الألماني قانوناً يعتبر ما تعرض له الأرمن في شرق تركيا، خلال الحرب العالمية الأولى، "إبادة جماعية".
وفي تعليقه على المأزق الذي يعاني منه الاتفاق التركي الأوروربي، حول تطبيق شرط إلغاء تأشيرة الدخول لفضاء شينغن عن المواطنين الأتراك، قال جاووش أوغلو، إن بلاده "استمرت باتباع سياسات بناءة، حتى الآن، في ما يخص رفع تأشيرة الدخول، ولكننا وجدنا موقفاً سلبياً من الاتحاد الأوروبي، ونحن نعرف سبب هذا الموقف، وهو انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا والعداء للأتراك في القارة الأوروبية".
وتابع جاووش أوغلو: "ليس من المقبول أن يتم معاملة دولة قامت بتنفيذ 67 شرطاً من أصل 72 طلبها الاتحاد الأوروبي لإلغاء تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك، بهذه الطريقة. لا يمكننا إجراء أي تعديلات في قانون مكافحة الإرهاب في الظروف الحالية، ولكننا نستطيع أن نتخذ عدداً من الخطوات في باقي المواضيع، لكن في ما يخص قانون الإرهاب فإن هذا أمر غير ممكن على الإطلاق".
وأشار وزير الخارجية التركي، إلى أنه سيقوم بزيارة إلى العاصمة البلجيكية بروكسل في الـ 30 من الشهر الجاري لفتح الفصل 33 في محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
وفي تعليقه على تصريحات أردوغان التي لوح فيها بالتوجه إلى الشعب التركي، عبر استفتاء لتحديد مصير محادثات انضمام تركيا المتعثرة للاتحاد الأوروبي، أوضح جاووش أوغلو، أن "توجه بلاده إلى الاستفتاء ليس تهديداً للاتحاد الأوروبي". وأضاف "نحن نأخذ قوتنا من الشعب، فإن تعرقلت مفاوضات الانضمام، لابد من التوجه للشعب وسؤاله، نحن نشعر بعدم ارتياح كبير من عدم التزام الاتحاد الأوروبي بتعهداته، حتى أن مواطنينا يوجهون الانتقادات لنا".
كما جدد جاووش أوغلو، حديثه على أن المحادثات مع الجانب الإسرائيلي مازالت مستمرة لإعادة تطبيع العلاقات، مشدداً على أن تركيا لم تتنازل عن أي من شروطها، وأن علاقتها مع "حماس" لم تكن موضع تفاوض على الإطلاق.