وصل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، إلى أربيل (عاصمة إقليم كردستان)، للقاء القادة الأكراد، محاولاً ثنيهم عن إجراء استفتاء الانفصال في العراق، في وقت عدت فيه إيران القرار مخالفاً للأطر القانونية.
وذكرت وسائل إعلام عراقية، أنّ "سليماني التقى بعدد من المسؤولين الأكراد في مدينة السليمانية، ثم انتقل الى أربيل"، مبينةً أنّه "سيلتقي بقادة الإقليم في أربيل، وسيجري معهم حوارات معمقة بشأن الاستفتاء المزمع عقده الشهر الجاري". كما أشارت إلى أنّ "سليماني يسعى لإقناع الأكراد بتأجيل الاستفتاء لوقت آخر".
وكانت إيران قد أعلنت موقفها الرافض لإجراء استفتاء انفصال كردستان عن العراق، وحذّرت من خطورة ذلك.
من جهته، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاتي، أنّ "إجراء الاستفتاء في كردستان خطوة تفتقد إلى الرصيد القانوني، وسيكون لها تبعات ضد الأمن في المنطقة وفي العراق، ولا سيما في إقليم كردستان".
ودعا إلى "ضرورة مواصلة محاربة "داعش" في القطاعات الأمنية والثقافية والعقائدية، والعمل باستمرار لاجتثاث جذور الفكر الذي يصنع أمثال "داعش"، والمدعوم من دول المنطقة".
في المقابل، يؤكد المسؤولون الأكراد رفضهم تأجيل الاستفتاء، معتبرين أنّه "خطوة قانونية ودستورية".
وقال القيادي في حزب برزاني، محما خليل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قرار الاستفتاء هو قرار قانوني وحق دستوري، ولم يخالف نص الدستور العراقي إطلاقاً"، مؤكداً أنّ "توجه رئيس الإقليم مسعود برزاني نحو الاستفتاء جاء بدعم من الشعب الكردي بكافة شرائحه".
كما أكد أنّ "موعد الاستفتاء ثابت ولن يتغير، وأنّه حق من حقوق الكرد التي لا يمكن لأحد أن يقف بوجهها، ويعطل ذلك، خصوصاً وأنّ الاستفتاء سيعزز الاستقرار في عموم المنطقة، ولا يشكل أي خطر فيها، كما سيعزز العلاقات مع جميع الجهات".
يأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه الشد والجذب بين بغداد وأربيل، إذ أعلنت بغداد رفضها لأي نتائج تترتب على إجراء الاستفتاء، الذي اعتبرته غير قانوني، في وقت ترفض فيه أربيل أي ضغوط ووساطات داخلية وخارجية لتأجيل موعد الاستفتاء، الأمر الذي قد يجر البلاد الى أزمة سياسية خطيرة.