استعادت المعارضة السورية المسلّحة، اليوم الإثنين، سيطرتها على مواقع عدّة في مدينة داريا غربيّ دمشق، في وقتٍ صعّدت فيه قوات النظام حملتها العسكرية على قرى وبلدات ريف حماه الجنوبيّ في محاولة لاقتحامها.
وأكّد لواء "شهداء الإسلام"، عبر صفحته الرسمية في "فيسبوك"، أنّ "مقاتليه استطاعوا صباح اليوم، فرض سيطرتهم عل كتلة المنازل في الجبهة الغربية التي تفصل مدينة داريا عن معضمية الشام المجاورة، بعدما تقدّمت إليها قوات النظام ومليشيات تساندها الأسبوع الفائت".
وأوضح االلواء أنّ "هذا التقدم جاء بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين، استولى خلالها اللواء على أسلحة خفيفة ومتوسطة وكمية من الذخائر، فيما خسر خمسة من مقاتليه بينهم القيادي (محمد أبو أنس)".
ويأتي ذلك، بعد نحو أسبوع على فصل قوات النظام نارياً بين مدينتي داريا ومعضمية الشام، حيث أصبح الطريق الواصل بين المدينتين والخطِر في الأصل مكشوفاً بالكامل وبشكل مباشر أمام قناصة النظام، وذلك بعد ضغط عسكري عنيف ومستمر على المنطقة الواصلة بين المدينتين منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
على خطٍ موازٍ، شنّت طائرات حربية روسية بالاشتراك مع أخرى تابعة للنظام بعد منتصف ليل الأحد- الإثنين، عشرات الغارات على بلدة حربنفسه جنوبيّ حماه، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والأسطوانات المتفجرة، وفق ما ذكر ناشطون محليون، لـ"العربي الجديد".
وبحسب هؤلاء، فإنّ "بلدة حربنفسه شهدت معارك عنيفة بين فصائل المعارضة من جهة، وقوات النظام ومجموعات مسلّحة تواليها من جهة أخرى، تركّزت على جبهة المداجن وأوقعت عشرات القتلى في صفوف الأخيرة".
بدورها، أفادت مصادر إعلامية، بأنّ "قوات النظام بدأت في الثانية ليلاً حملة قصف مكثّف على قرى ريف حماه الجنوبيّ، وسط محاولات لاقتحام كيسين وحربنفسه، بعد نحو أسبوع على إحضارها تعزيزات عسكرية إلى منطقة كفرنان، التي تفصل بين مدينتي الحولة والرستن".
وكانت تشكيلات عسكرية عدّة قد أعلنت، أخيراً، عن تشكيل "غرفة عمليات حربنفسه" بقيادة النقيب فايز أبو شعلان، في خطوة لتوحيدها وصدّ هجمة النظام الشرسة على المنطقة.
وضمّ بيان التشكيل الجديد كلّاً من غرفة عمليات الحولة الموحدة، غرفة عمليات رص الصفوف، غرفة عمليات الرستن، تجمع كتائب حربنفسة، وكتيبة شهداء ديرالفرديس.
وبدأت قوات النظام ومليشيات تساندها قبل أكثر من أسبوعين، هجوماً واسعاً على بلدة حربنفسه بمساندة طائرات حربيّة روسية، في محاولة لعزل ريف حماه الجنوبيّ عن ريف حمص الشمالي المتاخم وتسهيل حصاره وقطع الإمداد عن فصائل المعارضة التي تتمركز فيه.
اقرأ أيضاً: سورية: قتلى مدنيون بالرقة ومعركة جديدة للمعارضة شمالي حماه