جرى حفل قسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إيذانا بالانتقال للنظام الرئاسي الجديد، وتضمن الحفل فعاليات عديدة تندرج في إطار محاولته إظهار نفسه ممثلا لجميع أطياف الشعب التركي، في الوقت الذي طوت البلاد فيه حقبة النظام البرلماني الذي حمله أردوغان مسؤولية عدم الاستقرار لعقود، وفتحت صفحة نظام جديد.
حرص أردوغان في يوم القسم على تنظيم حفل يليق بما يصفه دائما بـ"تركيا الجديدة"، فنظم حفلا كبيرا شارك فيه قادة 22 دولة، و28 رئيس برلمان وحكومة و6 أمناء عامين لمنظمات دولية لإظهار حجم ما يسميه "الإنجاز" أي الانتقال إلى النظام الرئاسي، رغم غياب أبرز قادة دول العالم، فتركز الضيوف من دول أوروبا الشرقية، والقارة الأفريقية وبعض دول الشرق الأوسط ووسط آسيا، وتقدمهم أمير قطر، الأمير تميم بن حمد.
ولعل غياب أبرز قادة دول العالم مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وحتى الحليف الروسي عن حضور الحفل طرح تساؤلات عديدة عن السبب، فيما حضر قادة دول المنطقة، ما دفع البعض للتكهن بمواقف تلك الدول من أردوغان من جهة، ومن جهة أخرى تهكم البعض بأن أردوغان سيتمكن من الحديث براحة بغياب قادة هذه الدول، حيث اعتاد انتقادهم، وإصدار تصريحات نارية بحقهم.
برنامج الحفل بدأ في البرلمان بأداء اليمين الدستورية، حيث استقبل أردوغان من قبل أنصاره وحلفائه بالتصفيق الحار والوقوف، إلا أن ممثلي المعارضة في البرلمان امتنعوا عن التصفيق والوقوف له.
وبعد أداء القسم الدستوري توجه أردوغان لزيارة ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك. ومع انتهاء زيارة ضريح أتاتورك حضر أردوغان إلى القصر الرئاسي، وشارك في الحفل الذي بدأ بإطلاق قذائف المدفعية مرورا بين الحاضرين وصولا للمنصة ليلقي كلمة استغرقت نحو عشرين دقيقة، وجد المراقبون أنها مختصرة، ركز فيها على سعيه لرفعة مكانة تركيا أكثر، وعلى طوي النظام البرلماني الذي كان فيه مشاكل كبيرة، مبرراً اختصار الحفل بالحزن على مأساة قطار أمس في منطقة جورلو شمال غرب تركيا الذي انحرف عن مساره وقتل وجرح فيه المئات.
وتحت حراسة 10 آلاف رجل أمن توجه أردوغان إلى عموم الشعب التركي في كلمته حين تعهّد بإعلاء شأن الجمهورية التركية في المرحلة القادمة، استنادًا إلى مفهوم إدارة جديد، وأنّ تركيا ستتقدم في المرحلة الجديدة القادمة في كافة المجالات لا سيما الديمقراطية والحريات والاقتصاد والاستثمارات. وعقب إنهاء أردوغان كلمته، وجه لرئيس شؤون الديانة التركية، علي أرباش، الدعاء في بداية الرئاسة التركية، في حركة مفاجئة ورمزية كبيرة، فإذا كان أردوغان قد زار ضريح أتاتورك رمز العلمانيين في البلاد، إلا أنه بدأ فترته بالدعاء والتوجه لله.
وقد حرص أردوغان على إجلاس رجال الدين من مختلف الأديان على يمينه والعلماء على يساره أثناء تلاوة كلمته، مظهرا اهتمامه بالجانبين العلمي والديني. وخلال الحفل الذي نظم في القصر الرئاسي تم توزيع شارات عن المناسبة، فضلا عن ليرات تركية خاصة تخلد المناسبة وتاريخها، وبلغ عدد المدعوين من عامة الشعب نحو 10 آلاف يمثلون مختلف أطياف المجتمع التركي، في وقت شهد فيه الحفل اهتماما مكثفا من وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية.