تجددت الاشتباكات المسلحة بشكل عنيف ليل الأربعاء وسط العاصمة طرابلس، بعد أن شهدت هدوءا نسبيا مساء الثلاثاء، إثر قتال ضار بين قوات حكومة الوفاق ومجموعات مسلحة محسوبة على حكومة الإنقاذ.
وبعد أن تمكنت قوات حكومة الوفاق من إخراج المجموعات التابعة لحكومة الإنقاذ من عدة مناطق بالعاصمة، اتجهت لتضرب حصارا على مقرات الإنقاذ وسط العاصمة.
وشاهد مراسل العربي الجديد أعمدة دخان تتصاعد من مبان تابعة لمقرات القصور الرئاسية وغابة النصر المتصلة بالمقر الرئيس لحكومة الإنقاذ، حيث لا تزال الاشتباكات مستمرة باستخدام أسلحة متوسطة وثقيلة.
وطالب جهاز الأمن المركزي التابع لحكومة الوفاق، الذي يشارك في القتال الدائر حاليا، في منشور على صفحته الرسمية، القوات المكلفة بحراسة مقر حكومة الإنقاذ بتسليم أسلحتها وأفرادها، متعهدة بمعاملتهم معاملة حسنة كــ"أفراد الكتائب الأخرى الذين سلموا أنفسهم في وقت سابق يوم أمس".
من جانبها أعلنت قيادة عملية البنيان المرصوص استنكارها لــ"الأحداث الجارية في طرابلس" محذرة من أنها "لن تقف مكتوفة الأيدي جراء هذه الأحداث"، وطالبت بــ"وقف القتال وإطلاق سراح المختطفين"، في إشارة إلى إمكانية تدخلها لدعم المجموعات المسلحة الموالية لحكومة الإنقاذ المنحدرة من مصراته.
وكانت وزارة داخلية حكومة الوفاق قد أعلنت عن بدئها تنفيذ خطط لتأمين العاصمة وملاحقة "الخارجين عن القانون"، مؤكدة خلال بيان لها، تمكن قواتها من بسط سيطرتها على مقرات مجموعات مسلحة في حي الأندلس وقرجي والحي الإسلامي وغوط الشعال. وهي مقرات كانت تشغلها قوات منحدرة من مصراته موالية لحكومة الإنقاذ.
ولم يصدر حتى اللحظة أي بيان من جانب حكومة الإنقاذ بخصوص الأحداث الجارية حول مقراتها بطرابلس.