أرمينيا: صدامات بين الشرطة ومتظاهرين بعد فشل لقاء رئيس الوزراء وزعيم المعارضة
وأعلن ساسون ميكايليان، النائب عن المعارضة الأرمينية، أنّ الشرطة أوقفت باشينيان بعيد فشل لقائه مع سركسيان، وقال للصحافيين إنّه "يجب على الشعب تحرير نيكول"، قبل أن يتم توقيف النائب نفسه من قبل شرطة مكافحة الشغب.
غير أنّ الشرطة الأرمينية نفت خبر توقيف باشينيان، خلال الصدامات في يريفان، وقالت إنّه "تم إجلاؤه بالقوة" من مسيرة، الأحد.
وأفاد بيان الشرطة الأرمينية، بأنّه "رغم الدعوات المتتالية لوقف الاحتجاجات غير القانونية، استمر باشينيان بقيادة التظاهرات" في يريفان، مضيفاً أنّه "تم إجلاؤه بالقوة من موقع" الاحتجاجات مع نائبين معارضين آخرين، أثناء قيام الشرطة بتفريق الحشود.
ورفض سركسيان، اليوم الأحد، مطالب المعارضة بالاستقالة في الوقت الذي دخلت فيه الاحتجاجات ضد تكليف الرئيس له برئاسة الحكومة يومها العاشر.
ويتهم محتجون سركسيان بالتشبث بالسلطة، بعد تعيينه رئيساً للوزراء، الشهر الجاري، في أعقاب عشر سنوات أمضاها رئيساً للبلاد.
وقام عشرات الآلاف من المعارضين بمسيرة عبر يريفان، وأغلقوا شوارع وسط المدينة، ونظموا اعتصامات.
ووفقاً لتعديلات دستورية أُقرّت في استفتاء عام 2015، تم تحويل معظم السلطات التنفيذية في الجمهورية السوفيتية السابقة إلى رئيس الوزراء، في حين أصبح منصب الرئاسة شرفياً إلى حد كبير.
وفي وقت سابق اليوم الأحد، التقى سركسيان مع باشينيان الذي يقود الاحتجاجات في يريفان، في محادثات تنقل عبر التلفزيون، ولكنّه غادر المحادثات بعد بضع دقائق من بدايتها.
وقال سركسيان لباشينيان، قبل انسحابه من الاجتماع الذي عقد في غرفة في فندق "ماريوت" في العاصمة يريفان، "هذه ليست محادثات وليست حواراً.. إنّها تحذير وابتزاز للدولة وللسلطات الشرعية".
وأضاف، وفق ما نقلت "رويترز"، أنّ المعارضة "لم تتعلم درس الأول من مارس" مشيراً إلى احتجاجات بعد إعادة انتخابه في 2008 عندما سقط عشرة قتلى في اشتباكات مع الشرطة.
أما باشينيان فقال لسركسيان، اليوم الأحد، أمام الكاميرات "جئت لأناقش استقالتكم".
وتابع "لم يجرؤ أحد ولن يجرؤ على أن يتحدث معنا بلغة التهديدات. أقول لك: أنت لا تفهم الوضع في البلاد. الوضع مختلف عما كنت تعرفه منذ 15 أو 20 يوماً".
وأضاف "لقد تغير الوضع في أرمينيا. لا تتمتع بالسلطة التي قيل لك إنّك تملكها. لقد انتقلت السلطة في أرمينيا إلى الشعب".
وكان باشينيان، قد قال، مساء السبت، في فيديو نشر على صفحته في "فيسبوك"، "لقاؤنا سيحصل غداً (اليوم الأحد)"، مشدداً على أنّه سيبحث مع سركسيان خصوصاً في مسألة "استقالته" من رئاسة الوزراء.
وكان الرئيس الأرميني، قد توجّه مساء السبت، إلى ساحة الجمهورية في وسط العاصمة يريفان للقاء زعيم المعارضة. وصافح الرئيس الأرميني، يرافقه حراسه الشخصيون، النائب وزعيم المعارضة باشينيان، قبل أن يتبادل الرجلان حديثاً استمر نحو عشر دقائق.
وتظاهرة السبت الجديدة للمعارضة، ضد الرئيس الأرميني السابق الذي بات رئيساً للوزراء، جمعت عشرات آلاف المشاركين.
وإثر لقائه المقتضب مع الرئيس، قال باشينيان، أمام المتظاهرين، وفق ما أوردت "فرانس برس"، إنّه قبل بالتفاوض مع السلطات. لكنّه شدد على وجوب أن تنحصر المفاوضات برحيل رئيس الوزراء، على أن تجري في "منطقة محايدة" مثل فندق "ماريوت" غير البعيد من ساحة الجمهورية.
وخلال مسيرة شارك فيها 30 ألف شخص، مساء الجمعة، عرض باشينيان مطالبه للسلطات. وقال "أولاً، يستقيل سركسيان. وثانياً، ينتخب البرلمان رئيساً جديداً للوزراء يمثّل الشعب. وثالثاً، يشكّل حكومة مؤقتة. ورابعاً، يتم تحديد تاريخ للانتخابات البرلمانية. سننخرط في المفاوضات على أساس هذه المطالب"، واصفاً سركسيان بأنّه "جثة سياسية".
(العربي الجديد)