وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي في حيفا، اليوم الخميس، إن موجة الحرائق "هي في الواقع إرهاب"، مضيفاً: "كل إشعال للنيران، وكل تحريض هو إرهاب، وكل من يحاول إحراق أجزاء من دولة إسرائيل سيعاقب. نحن نواجه اليوم إرهاب مضرمي النيران، هذه جرائم وهي إرهاب بكل معنى الكلمة".
وكان نتنياهو أول من لمّح إلى أن النيران المشتعلة في إسرائيل منذ ثلاثة أيام قد تكون اشتعلت بفعل فاعل، وليس بسبب سوء الأحوال الجوية، في الوقت الذي أشارت فيه السلطات المهنية إلى احتمالات كبيرة لاندلاع النيران بفعل إهمال المتنزهين الإسرائيليين أنفسهم، أول من أمس في منطقة القدس، إذ اشتعلت النيران في جبال القدس، ووصلت ألسنتها بلدة نطوف.
ومع أن الشرطة الإسرائيلية سارعت أمس إلى اعتقال أربعة فلسطينيين في منطقة القدس، للاشتباه بأنهم وراء إشعال النيران في جبال القدس، إلا أن المحكمة الإسرائيلية أطلقت سراحهم في وقت سابق اليوم.
وعلى الرغم من ذلك عاد وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان إلى القول إنّ نصف حالات اشتعال النيران قد كانت بفعل فاعل، وهو ما كرره أيضا وزير المواصلات يسرائيل كاتس الذي أعلن أنه سيسعى إلى تشديد العقوبات على مضرمي النيران إلى حدّ مصادرة أملاكهم.
وعلى أثر هذه التصريحات، ادعى قائد وحدة المطافئ في مدينة حيفا شمعون بن نير، في مقابلة مع إذاعة الجيش العسكرية "غالي تساهل"، أن إحدى الحرائق التي أشعلت في حيفا صباح اليوم، كانت مدبّرة وكان الهدف منها تعطيل محطة المطافئ في المدينة وتخريب ممتلكاتها، وتابع الضابط: "أعرف بصورة قاطعة أنهم حاولوا إحراق محطة المطافئ في حيفا من أجل شلّ عملنا في المدينة".
وفي سياق متصل، قالت حركة "فتح"، في بيان، إن "كل ما يحترق الآن من شجر وحجر هو فلسطيني، وهو جزء من فلسطيننا التاريخية". وحذرت الحكومة الإسرائيلية من استغلال الحدث بالشكل الذي يخدمها من خلال اتهام أطرافٍ فلسطينية بالوقوف خلف الحرائق.
وقال رئيس اللجنة الإعلامية للحركة منير الجاغوب، إن "على حكومة نتنياهو أن تعي جيداً قدسية انتماء الفلسطيني لأرضه وشجره". وحذر من "خطورة الانزلاق الإعلامي على شكل تعليقات غير مسؤولة على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تحمل معاني ومضامين وكأن الفلسطينيين يرقصون على ألسنة اللهب المنتشرة داخل اسرائيل".