أعلن نائب مدير مكتب الرئاسة اليمنية، وعضو الوفد الحكومي المشارك في مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، عبد الله العليمي أن المشاورات "انتهت تماماً"، وسط أنباء تفيد بأن وفد الحكومة سيغادر الكويت على ضوء اتفاق جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على تشكيل مجلس سياسي لإدارة البلاد.
وقال العليمي في تغريدات على صفحته الشخصية بموقع تويتر، "شكراً لأشقائنا في الكويت أميرا وحكومة وشعباً، على كل الجهود المخلصة، المشاورات انتهت تماما، شاركنا وصبرنا لأجل شعبنا. وننهي المشاورات لأجله".
وذكر المسؤول في الوفد الحكومي أن المليشيات الانقلابية أطلقت أمس "الرصاصة الأخيرة ليس فقط على مسار المشاورات بل على مستقبل العملية السياسية برمتها، وعليها تحمل تبعات ذلك". وأضاف أن "هذا الموقف هو إعلان تحد للمجتمع الدولي والإقليمي ولقرارات مجلس الأمن وانقلاب صريح على المبادرة الخليجية وكل ثوابت العملية السياسية".
وجاءت تصريحات العليمي في وقت تتحدث فيه بعض المصادر في الوفد الحكومي بأنه سيغادر الكويت غداً السبت، على ضوء الاتفاق الأخير بين الحوثيين وصالح؛ والذي رأت الحكومة أنه يقضي على مشاورات السلام.
وعلى الرغم من هذا الموقف، لم يعلن بشكل رسمي من قبل الوفد الانسحاب من المشاورات، خصوصاً، مع إعلان الناطق باسم الحوثيين، ورئيس وفد الجماعة المفاوض في الكويت، محمد عبد السلام، في بيان مساء أمس، أن اتفاق المجلس السياسي ليس له "أي تأثير على نقاشاتنا القائمة في دولة الكويت". هذا الأخير أضاف أنه "إذا توافقت الأطراف اليمنية على أي حل سياسي فإننا سنكون وكل حلفائنا في طليعة من يتبنى ذلك، ويتحرك في إطاره ويدعم تنفيذه".
وكان الحوثيون وقعوا مع حزب المؤتمر المتحالف معهم في صنعاء أمس اتفاقاً بتشكيل مجلس سياسي لمواجهة ما وصفوه بـ"العدوان السعودي"، و"لإدارة شؤون الدولة في البلاد سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً وإدارياً واجتماعياً وغير ذلك وفقاً للدستور".
وأثار الاتفاق ردود فعل حكومية وصفته بـ"الانقلاب الجديد"، فيما اعتبر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن "هذا التطور لا يتماشى مع الالتزامات التي قطعتها أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام بدعم العملية السياسية التي تتم بإشراف الأمم المتحدة"، وأنه يشكل "انتهاكاً قويا لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 (2015)".